ابن محمد أبو عبد الله التلمساني الأنصاري المعروف بالشرش بالشين المعجمة الاسكندرية وقال شيخ حسن من أهل الديانة والخير والعفاف والصيانة سمع الحديث بالمغرب وبمكة وبغيرهما وسكن الاسكندرية وحدث بها وكان ثقة صالحاً سئل عن مولده فقال سنة أربع وستين وخمس مائة بتلمسان توفي ثالث عشر ذي القعدة سنة ست وخمسين وست مائة بالاسكندرية ودفن ما بين الميناوين وكان يوماً مشهوداً .
الجزء الثاني .
بسم الله الرحمن الرحيم .
الخطيب أصيل الدين محمد بن إبراهيم بن عمر آبو علي أصيل الدين العوفي .
الاسعردي المولد قدم دمشق وعزل الشيخ عز الدين ابن عبد السلام فتولى خطابة الجامع بدمشق ثم عرل وتولى عماد الدين خطيب بيت الآبار ثم تولى عماد الدين عبد الكريم بن الجهاتي ثم تولى أصيل الدين المذكور ثم عزل فانتقل إلى الديار المصرية وتولى خطابة الجامع الذي عمره الصالح طلايع بن رزيك ظاهر باب زويلة وتولى نيابة الحكم عن القاضي بدر الدين السنجاري . وبقي على الخطابة ونيابة الحكم إلى أن توفي سنة ثمان وستين وستمئة في بيت الخطابة قبل الصلاة وقد لبس ثياب الخطابة ليخرج إلى الصلاة فجاءه رئيس المؤذنين فوجده لابسها وقد سجد وهو ميت فاحضروا ولده فخطب عوضه وصلى بالناس وكانت جنازته حفلة ودفن بقرافة سارية وكان دينا متواضعا لطيفا حسن العبارة والصوت وله مشاركة في كثير من العلوم وله ديوان خطب وغير ذلك من التصانيف وله نظم كثير ونظم ما اوصى بوضعه في كفنه .
إذا ما جاء قوم في الميعاد ... بصوم مع صلاة واجتهاد .
ومعروف واحسان جزيل ... وحج واعتمار مع جهاد .
اتيت بحبكم يا آل طه ... وما أعددت من صدق الوداد .
فذاك ذخيرتي في يوم حشري ... وحسن الظن من رب العباد .
وكان أصيل الدين المذكور قد حضر مع المظفر قطز إلى دمشق وحضر وقعة عين جالود وخطب بجامع دمشق مدة مقام المظفر بها فلما توجه إلى مصر توجه معه ذكره قطب الدين اليونيني في ذيل المرآة والله اعلم .
الحكيم شمس الدين الكلى محمد بن ابرهيم بن أبي المحاسن بن أرسلان شمس الدين أبو عبد الله الحكيم الطبيب الكلي .
لأنه كان يحفظ كليات القانون كان فاضلا في الطب وله مشاركة في الادب والتاريخ اقام مدة ببعلبك قال قطب الدين اليونيني : كان يلازم والدي وسكن في جواره وسمع عليه ومولده بدمشق سنة سبع وتسعين وخمس ماية سمع الكثير بدمشق من عبد الصمد الحرستاني وحدث وتوفي بالقاهرة سنة خمس وسبعين وست ماية قال ابن أبي اصيبعة في تاريخ الأطباء : كان والده اندلسيا قدم دمشق وأقام بها إلى أن توفي ونشأ ولده المذكور واشتغل على مهذب الدين الدخوار وكان جيد الفهم غزير العلم لا يخلى وقتا من الاشتغال حسن المحاضرة خدم الملك الأشراف ابن العادل إلى حين وفاته ثم خدم بالبيمارستان النوري قال الشيخ قطب الدين اليونيني : وكان يعاني مشتري المماليك الملاح بأوفر الآثمان وعنده الخيول والغلمان وهو كثير التجمل وخلف عدة أولاد وكان بعضهم بالرحبة وقال فيه الموفق الحكيم المعروف بالورن لما تولى رياسة الطب .
رياسة الطب غدا حكمها ... وكل جزء منه للكلى .
كأنه قا آن في طبه ... يسقى شراب الموت بالمغلى .
عز الدين ابن شداد الحلبي محمد بن ابرهيم .
وقيل محمد بن علي بن ابرهيم بن شداد عز الدين أبو عبد الله الحلبي ولد بحلب سادس ذي الحجة سنة ثلث عشرة وست ماية وتوفي سنة أربع وثمانين وست ماية ودفن من الغد بسفح المقطم كان رئيسا حسن المحاضرة صنف تاريخا بحلب وسيره للملك الظاهر وكان من خواص الملك الناصر وترسل عنه إلى هولاكو وغيره من الملوك واستوطن الديار المصرية بعد أخذ التتار حلب وكانت له مكانة عند الملك الظاهر بيبرس والملك المنصور قلاوون وحرمته وافرة وله توصل ومداخلة وعنده بشر كثير ومسارعة إلى قضاء حوايج من يقصده التميمي الكموني محمد بن ابرهيم التميمي الكموني ذكره ابن رشيق في الانموذج فقال : شاعر فصيح لفاظ حسن التقسيم جيد الترسيم جزل الشعر ظاهر البلاغة عالم بأسرار الكلام إذا ركب معنى أجاده وله في المعاتبات مذهب مليح واورد له من نظمه :