وحراس سوءٍ ما ينامون حوله ... فكيف لمظلومٍ بحيلة محتال .
ويصبر فيه ذو الشجاعة والندى ... على الذل والمأمور والعلج والوالي .
وخرج في غارة أغارها على عقيل ومعه علي بن جعد الحارثي والنضر بن مضارب فأغاروا عليهم فخرج في طلبهم بنو عقيل وافترقوا عليهم في الطريق ووضعوا عليهم الأرصاد على المضايق وكانوا كلما أفلتوا من عصبة لقيتهم أخرى حتى أتوا بلاد نهد فرجع عنهم بنو عقيل بعدما فتكوا فيهم فقال جعفر قصيدته التي أولها : - من الطويل - .
ألا لا أبلي بعد يومي بسحبلٍ ... إذا لم أعذب أن يجيء حماميا .
وهي مذكورة في كتاب الأغاني .
جعفر بن علي ابن المكتفي .
جعفر بن علي المكتفي بالله بن أحمد المعتضد بن الموفق محمد بن المتوكل جعفر بن المعتصم محمد بن الرشيد هارون أبو الفضل .
كان فاضلاً له معرفة بالعلوم القديمة ويد باسطة في علم النجوم .
روى عنه القاضي أبو علي المحسن بن علي التنوخي حكايات وأناشيد في كتاب الفرج وكتاب النشوار سنة أربع وتسعين ومائتين وتوفي سنة سبع وسبعين وثلاثمائة .
ابن دواس .
جعفر بن علي بن دواس أبو طاهر الكتامي المعروف بقمر الدولة .
من أهل مصر نشأ بطرابلس الشام وكان شاعراً رشيق الألفاظ عذب الإيراد لطيف المعاني وله في الغناء وضرب العود طريقة حسنة بديعة .
قدم بغداد وأقام بها في خدمة قسيم الدولة البرسقي وكان نديماً له ومن شعره : ( من مخلع البسيط ) .
إن صار مولاي ذا يسار ... فإنني ذلك المقل .
كالشمس إن زيدت ارتفاعاً ... يقصر فيء لها وظل .
ومنه : - من المنسرح - .
لما رأيت المشيب في الشعر الأسود قد لاح صحت : واحزني .
هذا وحق الإله أحسبه ... أول خيط سدي من الكفن .
ومنه : - من الخفيف - .
أنا ممن إذا أتى ... صاحب الدار للكبرى .
تتجافى جنوبهم ... كل وقت عن الكرى .
ومنه : - من الخفيف - .
لا يظن العدو أن انحنائي ... كبر عندما عدمت شبابي .
ضاع مني أعز ما كان مني ... فأنا ناظر له في التراب .
قلت : أرشق منه قول القائل : - من الوافر - .
وعهدي بالصبا زمناًوقديحكى ألف ابن مقلة في الكتاب .
وقد أصبحت منحنياً كأني ... أفتش في التراب على شبابي .
ومن شعر ابن دواس : - من البسيط - .
تعجبت در من شيبي فقلت لها ... لاتعجبي فطلوع البدر في السدف .
وزادها عجباً أن رحت في سمل ... وما درت در أن الدر في الصدف .
ومنه - من مجزوء الرمل - .
أجملي يا جمل إني ... رجل ما فيه قلبه .
أو يكن ذاك فإني ... قمر ما فيه قلبه .
قلت : قلبه الثاني يريد : رقماً لأن ذلك قلب قمر وهو واضح .
ومنه : - من السريع - .
قلت لمن نادمني ليلةً ... عند التداني نح قمصانك .
فامتثل المرسوم من وقته ... فقلت عند الصبح : قم صانك .
قلت : شعر جيد منسجم فيه غوص .
صاحب المسيلة .
جعفر بن علي بن أحمد بن حمدان الأندلسي أبو علي صاحب المسيلة - بفتح الميم وكسر السين المهملة وسكون الياء آخر الحروف وبعدها لام - بالزاي وبعد الألف باء ثانية الحروف - من أعمال إفريقية كان شيخاً كبيرأ كثير العطاء مؤثراً لأهل العلم ولأبي القاسم محمد بن هانئ فيه المدائح الفائقة ومن أمداحه : - من الكامل - .
المدنفان من البرية كلها ... جسمي وطرف بابلي أحور .
والمشرقات النيرات ثلاثة ... الشمس والقمر المنير وجعفر .
وكان أبو علي جعفر هذا قد بنى المسيلة وهي معروفة بهم وكان بينه وبين زيري جد المعز بن باديس إحن ومشاجرات أفضت إلى القتال فتواقعا وجرت بينهم معركة عظمية فقتل زيريى فيها ثم قام ولده بلكين واستظهر على جعفر فعلم أنه ليس به طاقة فترك بلاده وهرب إلى الأندلس فقتل بها سنة أربع وستين وثلاثمائة .
أبو محمد الضير المقرئ .
جعفر بن علي بن موسى أبو محمد الضرير المقرئ البغدادي .
كان أحد الفقهاء المشهورين وكان يصلي بالناس إماماً في جامع المنصور يوم الجمعة صلاة العصر