وكم جبار قوم ذي عتو ... تهيب أن يراه في المنام .
يساوي عنده في العدل بين ال ... كرام الغر والسود اللئام .
وهيبته سرت شرقاً وغرباً ... وشاعت عنه في مصر وشام .
يراع المغل في توريز منه ... ويطرق أرضهم في كل عام .
وكم قطع الفرات وصاد حتى ... توغل في فضا تلك الموامي .
إذا ما قيل هذا الليث وافى ... مضوا هربا كأمثال النعام .
فرائسه فرائصها تراها ... دوامي لا تزال على الدوام .
ولم نر قبله ليثاً أتته ... أفاعي القيد تنذر بالحمام .
وقد رقت له فتئن حزناً ... عليه في القعود وفي القيام .
ألا فاذهب سقيت أبا سعيد ... فقد روى زمانك كل ظام .
فأنت وديعة الرحمن منا ... تحوطك في الرحيل وفي المقام .
وليت فلم تخن لله عهداً ... ولم تجذبك فيه عرى الملام .
حاشا أن يراك الله يوماً ... تعديت الحلال إلى الحرام .
ونلت من السعادة والمعالي ... منالاً حاز غايات المرام .
وكنت تحب نور الدين طبعاً ... لأنكما سواء في التزام .
رعيت كما رعى وحميت ما قد ... حمى نفديك من راع وحام .
وكنت إذا دجا ليل القضايا ... وكانت من مهمات جسام .
تفرجها بقول منك فصل ... لأن القول ما قالت حذام .
تنكز بغا الأمير سيف الدين مشد الشرابخاناه اشتهر وذكر في أيام الناصر حسن . ولما أمسك الوزير منجك وجرى ما جرى أعطي إمرة مائة وتقدمة ألف واختص بالسلطان الملك الناصر وصارت له المنزلة العالية . فخرج الأمير علاء الدين مغلطاي وطاز على السلطان وركبا إلى قبة النصر . وجهر إليه أن جهز إلينا النمجا وتنكز بغا فجهز ما طلبوه وخلعوه وجرى ما جرى ثم إن الصالح أفرج عنه وحضر معه إلى الشام في نوبة بيبغا وتوجه معه عائداً . ولما وصل إلى مصر رسم له بإمرة طبلخاناه مائة فارس وتقدمة ألف وعظم شأنه وارتفع قدره في الأيام الناصرية حسن في المرة الثانية وعين لنيابة الشام في إخماد ذلك . ثم إنه تعلل ومرض وطالت علته فصار يقوم تارة ويقع ويصح تارة ويسقم إلى أن ورد الخبر بوفاته C تعالى في شوال سنة تسع وخمسين وسبع مائة .
الألقاب .
التنوخي : أبو علي المحسن بن علي القاضي الأديب .
القاضي التنوخي : علي بن المحسن .
التنوخي الحنفي : علي بن محمد .
التهامي الشاعر : اسمه علي بن محمد بن فهد .
توبل الشهرزوري .
توبل ابن الأمير بهاء الدين الشهرزوري من أمراء دمشق ؛ كان من الأبطال الشجعان والفرسان المعدودين استشهد يوم المصاف يوم الخميس رابع عشر شهر رجب سنة ثمانين وست مائة ظاهر حمص بعد أن قاتل قتالا كثيراُ وأنكى في العدو نكايات كثيرة وقتل منهم عدة وافرة بيده وكان قد نيف على الستين C تعالى .
توبة .
توبة بن الحمير .
توبة بن الحمير الخفاجي أحد المتيمين ؛ صاحب ليلى الأخيلية وسوف يأتي ذكرها في حرف اللام في موضعه إن شاء الله تعالى . كان يهوى ليلى فخطبها إلى أبيها فأبى أن يزوجه وزوجها في بني الأولغ فكان يكثر زيارتها فشكوه إلى قومه فلم يقلع فشكوه إلى السلطان فأهدر دمه إن أتاهم فعلمت بذلك ليلى ثم إن قومها كمنوا له في الموضع الذي يلقاها فيه فلما جاء خرجت إليه سافرة حتى جلست في طريقه فلما رآها سافرة فطن لما أرادت وركض فرسه ونجا ؛ وقال قصيدته التي أولها : .
نأتك بليلى دارها لا تزورها ... وشطت نواها واستمر مريرها .
منها : .
وكنت إذا ما جئت ليلى تبرقعت ... فقد رابني منها الغداة سفورها .
ثم إن توبة قتلته بنو عوف بن عقيل في حدود الثمانين للهجرة فقالت ليلى ترثيه : .
نظرت ودوني من عمامة منكب ... وبطن الرداء أي نظرة ناظر .
وتوبة أحيى من فتاة حيية ... وأجرأ من ليث بخفان خادر .
ونعم فتى الدنيا وإن كان فاجراً ... ونعم الفتى إن كان ليس بفاجر