ما فيه من عيب ويا طالما ... قد رده في حكمه مالك .
لكن له في وسطه غالباً ... قرع أعاذه الله من ذلك .
يقال للأمرد أو غيره ... هذا لعمري شرط ادخالك .
وربما بالوطى أذعجته ... في عقبه مع طهر أعمالك .
لا الشعر والتوشيح يدري ومن ... تصريعك استملى واقفالك .
وكم بدا يحمل لوحاً وما ... خط عليه بعض أقوالك .
يخشى إذا أبصرته مرتجاً ... فأعجب له في كل أحوالك .
ودقه الخارج لا يختفي ... وربما يحلو لسؤالك .
اعجبني والله مع نظمه ... رضوانك المعهود يا مالك .
وكتب إلي ملغزاً في قلم : .
يا فاضلاً قد عني لرتبته ... ناثر در الثنا وناظمه .
ما اسم سقيم باك كان علي ... أحشائه صبوة تلازمه .
يبكي على الوصل وهو واجده ... وليس يبكيه وهو عادمه .
وهو ألوف وعنده ملق ... لم يستطع قلبه يكاتمه .
قل فيه ما شئت إن حذفت وإن ... حرفت واشرح ما أنت عالمه .
وقم بفن بك استقام فما ... ثم لمولاي من يقاومه .
فكتبت إليه الجواب : .
يا من به الشعر راق راقمه ... وباسمه راح وهو باسمه .
ألغزت فيما إذا سعى رسمت ... خطاه روضاً تزهى كمائمه .
إن طاب في سجعه وطال فقل ... بإن الحمى رجعت حمائمه .
وهو لدى الروع صارم ذكر ... في كف أهل الانشاء قائمه .
أمسى لباريه ساجداً ببكاً ... وعز بين الأنام راحمه .
وطال عمر البكاء منه فأجرى ... أسود المقلتين ساجمه .
يدري ضميري وما ألم به ... وهو على سره يزاحمه .
كل حساب الأنام يعمله ... فكيف تقوى به قوائمه .
وكم له من تراجم صدرت ... إلى عدو بها تزاحمه .
حوشيت من عكسه فما أحد ... يرضى به صاحباً يلازمه .
ودمت للباهرات تبدعها ... ما هطلت في الحمى غمائمه .
وكتب إلي ملغزاً في كباد : .
يا شامل البر زانه خلق ... يشتغل المدح في مهذبه .
ما اسم لشيء بحكم همي لا ... أقول فيه ولا أقول به .
مشتبه الأمر كاد أكثره ... يخفى على الفكر في تقلبه .
لكن إذا ما جعلت دابك في ال ... قلب فما أمره بمشتبه .
فكتبت إليه الجواب عن ذلك : .
يا من نحا الفضل فاقتني جملاً ... ما أبعد الناس من مقربه .
دابك عكس الذي تحاوله ... مني في ملغز بعثت به .
أحرفه أربع فإن سقط ال ... أول باد الباقي لمنتبه .
رأيت من شاء قلب أحرفه ... كابد أشياء في تقلبه .
في الشجر الأخضر النضير بدا ... كأنه الجمر في تلهبه .
وكتب إلي معاتباً : .
يا خليلي بل سيدي لم ذا ... قلوبنا بالفراق مندهشه .
ووحشة بيننا يحركها ... نحو الجفا فهي هكذا وحشه .
فكتبت الجواب : .
عبدك هذا العتاب صبره ... ونفسه بالملام منكمشه .
وكان من قبل إذ تلاطفه ... يقرأ تصحيف نفسه نقشه .
ولما حضر من القدس أهدى إلي حزاماً وكتب معه : .
بلد بعد ذكاء ذهني ... تشتت الرزق في البلاد .
وغير مستنكر حمار ... أهدى حزاماً إلى جواد .
فكتبت الجواب : .
عروة الود من طباعي وثقى ... قبل تهدي الحزام بابن الكرام .
فودادي قد اغتدى عربياً ... كونه بين عروة وحزام .
وأنشدني من لفظه لنفسه وقد دخل ديوان الإنشاء بدمشق فتعذر إيصال معلومه النزر إليه : .
كنا من الشعر قد هربنا ... لرتبة تقتضي الإعاذة .
فما دخلنا في باب جاه ... ولا خرجنا عن الشحاذة