بهادر آص الأمير الكبير سيف الدين أكبر أمراء دمشق ؛ كان من المنصورية وكان هو القائم بأمر السلطان الملك الناصر لما كان في الكرك تجيء رسله إليه في الباطن وتنزل عنده وهو الذي يفرق الكتب ويأخذ أجوبتها ويحلّف الناس في الباطن إلى أن استتب له الأمر . وكان آخر من يبوس الأرض ويد السلطان في الشام وكان ذا رخت عظيم وعدة كاملة وسلاح هائل . وتوجه إلى صفد نائباً وأقام بها مدة تقارب سنة ونصفاً ثم عاد إلى دمشق على حاله وحضر إلى صفد بعد الأمير سيف الدين قطلو بك الكبير ثم عزل بالأمير سيف الدين بلبان طرنا المقدم ذكره . ولما كان مع الأمير سيف الدين تنكز على ملطية أشار بشيء فيه خلافه فقال بهادر آص : كما نحن في الصبينة فحقدها عليه وكتب إلى السلطان فقبض عليه وأقام في الاعتقال مدة سنة ونصف أو أكثر ثم أفرج عنه وأعيد إلى مكانته وإقطاعه . ولم يزل كذلك إلى أن توفي سنة ثلاثين وسبع مائة فيما أظن ودفن في تربته برّا باب الجابية . وخلف خمسة أولاد ذكور : الأمير ناصر الدين محمد والأمير علاء الدين علي وأمير عمر وأمير أبا بكر وأمير أحمد ؛ فلحقه أمير عمر وكان أحسنهم صورة ثم أمير أحمد وهو أصغرهم ثم أمير علي وكان أمير عشرة . ووقفت على ورقة فيها أسماء أماكن إقطاع الأمير سيف الدين بهادر آص المذكور قبل الروك وهي من دمشق : نهر قلوط بكماله من حمص النهر بكماله وأرض المزارات من الجولان قرية سملين وقرية حلين بكمالهما من البقاع ثلث كفر رند ثلث عين دير الغزال بكمالها ربع الرمادة مخمسة بكمالها ربع الدلهمية قرقما بكمالها تعناييل بكمالها حقل حمزة بكمالها ربع علين مزرعة الساروقية بكمالها سدس عين حليا القناطر بكمالها علاف بكمالها ربع قناة ربع بونين . من بيروت سبعل بكمالها من أذرعات سدس كفرتا نصف بيت الراس وربع حديجه ربع شطنا ربع مهرنا ربع كفر عصم نصف عونا . من بصرى نصف صرخد المحروسة ربع نجيح . قيسما بكمالها نصف السعف ربع قارا من زرع . من جبل عوف العربة بكمالها صوفة بكمالها حنيك بكمالها نصف دلاعا . من البلقاء : نصف ماجد بيرين بكمالها ثلاث مزارع بكمالها . من الدمشقي خرنوبة بكمالها خلدا بكمالها أخصاص العوجا بكمالها البيرة بكمالها . من عكا : عشرة أرماح بكمالها . من صفد : المنية بكمالها المناوات بكمالها المعثوقة بكمالها كفر كنا . وعوض عن ذلك بعد الروك الناصري : نمرين من غور زغر بكمالها الكفرين بكمالها . من نابلس : مردا بكمالها ثلثا رويسون دير بجالا بكمالها .
المعزي .
بهادر الأمير سيف الدين المعزي ؛ كان أميراً كبيراً قبض عليه السلطان وبقي في الاعتقال مدة زمانيةً ثم أخرجه في سنة ثلاثين وسبع مائة فيما أظن وأقبل عليه إقبالاً زائداً وكان يسميه الحاج وجعله أمير مائة مقدم ألف وكان يجلس في دار العدل مع الأمراء المشايخ . وكان يميل إلى مماليكه ويشتري الملاح منهم وينعم عليهم كثيراً ولم يزل على حاله إلى أن توفي أواخر سنة تسع وثلاثين أو أوائل سنة أربعين وسبع مائة فيما أظن .
بهادر التمرتاشي