ما ناقش الأحباب ... إلا من يعيش بلا حبيب .
وقد علم الله شوق المملوك إلى تلك الخلائق وربيعها والألفاظ وبديعها وشجوه الذي أخفى الجلد وأبانه ووحشته التي أفردته سهماً واحداً في دمشق لا في كنانة .
لم يترك الدهر لي خلا أسر به ... إلا اصطفاه بنأي أو بهجران .
والله تعالى يحرس مولانا حيث كان ويمده بمعونتي المكان والإمكان ويصون نفاسة نفسه وإن تغيرت على أحبابها وأعرضت عن غلمانها ويأبى ناموس الرتبة أن يقال عن أصحابها ولا يعدم الأولياء على القرب والبعد أن يجتنوا من نظمه ونثره ثمر البيان متشابهاً المملوك يقبل يد الجناب الأخوي البرهاني شكر الله احسانه وأوضح في استحقاق رتب الفضل برهانه وود المملوك لو رآه عند القدوم من حلب فكان يوفي بعض قروض فضله وفروض بذله ولكن أبى الحال المناسب إلا أن تبدأ هدية ذلك المولى بحبنه فيقابلها المملوك مطالعته وعرض وسائله ولكنه ذكر حكاية بعض حفاة الأعراب ومتعجرفيهم وقد اشتد به ضعفه فقال له بعض أخواه تب إلى الله تعالى فقال يا أخي إن عافاني تبت فإني لا أقبل القسر فإن نظر ذلك المقر إلى المملوك ونفعه كتب وقال وأطاب وأطال ونهض في خدمة أيامه بما لا ينهض به سواه من أهل المقال وإلا : .
كلانا غني عن أخيه حياته ... ونحن إذا متنا أشد تغانيا .
فكتبت إليه الجواب عن ذلك : وينهى ورود المثال العالي والفضل الذي نصب لي لواء الفخر لو أنه كما أعهده متوالي والبر الذي كم تمسكت بحباله فأرسل الحبالى والروض الذي هو لابن الشجري نهاية الأماني في الأمالي والزاهر التي أصبحت من جناة جناتها فلا بدع إذا كنت لنار عتبها اليوم صالي .
إذا لم يخن صب ففيم عتاب ... وإن لم يكن ذنب فمم يتاب .
أجل ما لنا إلا هواكم جناية ... فهل عندكم غير الصدود عقاب .
فوقف المملوك عليه بعد أن تمثل واقفاً لديه وشاهد ذلك اللفظ الرقيق المشتمل على العتب الفظ وتحقق أن هذا من جزئيات ما ساق إليه القسم وحض عليه الحظ ؟ .
وغايتي أن الوم حظي ... وحظي الحائط القصير .
ولقد علم المملوك عند رؤيته أنه غمامة تقعقع بالعتب رعدها عند الفض ورسول جاء بعد فترة يدعو القلب إلى الكسر والطرف إلى الغض وخصم يروع بالعتب ويروق باللطف وكذا جرى لن الروع تعجل نقده في النض .
هذا عتابك إلا أنه مقة ... قد ضمن الدر إلا أنه كلم .
فيا له من عتاب ما حاك العتابى منه لقطة لفظة ولا رقا إلى رقته عتاب جرى بين الزمان وجحظة ولا استحضر مهديه عند تسطيره من القرآن الكريم وليجدوا فيكم غلظة .
وأطيب أيام الهوى يومك الذي ... تروع بالهجران فيه وبالعتب .
إذا لم يكن في الحب سخط ولا رضى ... فأين حلاوات الرسائل والكتب .
ولله مولانا فإنه كبث لما كتب وعبث لا عتب ونفث بعد أن لبث ولو اجتث الود لاجتنب ولكن دل بهذا على أنه ليس له أغراض في الإعراض وأنه لا يليق بوده الثابت التبذل في التبدل ولا يعتاد أن يعتاض ولله القائل ما أشرف همته .
لست سمحاً بودادي ... كل من نادى أجبته .
ولعمري أن مولانا سباق غايات ورب آيات وصاحب دهاء لا بل دهاشات علم أنه نكب عن الوفاء وظهر عن طلفه ما لا يليق به من الجفاء وأهمل المملوك هذه المدة وطمع في ضعفه وظن أنه ليس لذكره كرة بعد الفرار ولا ردة فتلا سورة من العتب سكنت ما عند المملوك من السورة وأمكنه غفلة الرقباء فاختلس الزورة وسابق حراف المملوك وقاطع عليه الدورة .
تشكي المحب وتشكو وهي ظالمة ... كالقوس تصمى الرمايا وهي مرنان