إذا مت يا خير البرية لم تجد ... أخاً لك يغني عنك مثل غنائنا .
يواسيك في الضراء واليسر جهده ... إذا لم تجد عند الحفاظ مواسيا .
سويحان أولى من سواد وحمرة ... تبدلته من واضح كان صافيا .
فكم من رسول قد أتاني بعتبه ... إلي ورسلي يكتمونك ما بيا .
فلما قرأها عبد الملك قال : مالك بن الريب أشعر منه . ولمالك المذكور قصيدة على وزن هذه رثى فيها نفسه . وقال لما قتل أخوه عبد الملك عمرو بن سعيد الأشدق : .
لو أن أبا أمية كان حياً ... لقد رأس الأمور وقد براها .
غدرتم غدرةً تركت قريشاً ... شعاع الأمر مختلفاً هواها .
وأفسدتم خلافتكم وخنتم ... أميناً لو تحملها كفاها .
وكان لبشر من الولد : الحكم أمه أم كلثوم بنت أبي سلمة ؛ وعبد الملك وأمه هند بنت أسماء بن خارجة ؛ وعبد العزيز بن بشر وأمه ابنة خالد بن عقبة بن أبي معيط .
اليشكري .
بشر بن مسعود اليشكري البصري ؛ من شعراء خراسان . هو القائل يمدح رجلاً : .
بحر إذا حلت الوراد ساحته ... لم يثنهم علل منه عن العلل .
يسمو به شرف ناهيك من شرف ... في سادة اليمن الأنجاب لم يزل .
لم يدر ما قبلة الإسلام معتمر ... لم يدر أنك مهوى قبلة الأمل .
والقائل أيضاً : .
أبو الأشعث اللخمي نفسي فداؤه ... أغر كريم الوالدين يماني .
دعاني إلى معروفه فأجبته ... وقلت له لبيك جين دعاني .
وقاني من الأيام ريش جناحه ... فأصبحن لا يدرين أين مكاني .
لجأت إليه واعتصمت بحبله ... فأصحت عيون الدهر ليس تراني .
قلت : ومن هنا أخذ أبو نواس قوله يمدح محمد بن الفضل بن الربيع : .
أخذت بحبل من حبال محمد ... أمنت به من نائب الحدثان .
تغطيت من دهري بظل جناحه ... فعيني ترى دهري وليس يراني .
فلو تسأل الأيام ما اسمي لما درت ... وأين مكاني ما عرفن مكاني .
العقدي .
بشر بن معاذ العقدي البصري الضرير ؛ روى عنه الترمذي والنسائي وابن ماجه ووثقه ابن حبان . وتوفي في حدود الخمسين والمائتين .
المعتزلي .
بشر بن المعتمر البصري أبو سهل ؛ كان أبرص وكان رواية شاعراً نسابةً له الأشعار في الاحتجاج للدين وفي غير ذلك . وذكر الجاحظ أنه لم ير أحداً أقوى منه على المخمس المزدوج . وله قصيدة في ثلاث مائة ورقة احتج فيها لمذهبه . وقصيدة في الغول وهو القائل : .
إن كنت تعلم ما تقو ... ل وما أقول فأنت عالم .
أو كنت تجهل ذا وذا ... ك فكن لأهل العلم لازم .
أهل الرياسة من ينا ... زعهم رياستهم فظالم .
سهرت عيونهم وأن ... ت عن الذي قاسوه حالم .
لا تطلبن رئاسةً ... بالجهل أنت لها مخاصم .
لولا مقامهم رأي ... ت الدين مضطرب الدعائم .
وكان من رؤوس المعتزلة وإليه تنسب الطائفة المعروفة بالبشرية . أفرط في التولد وقال به حتى قال : يجوز أن تقع الأعراض من الطعوم والروائح والادراكات متولدة في الجسم من فعل الغير وإن النظر يولد العلم بالمنظور فيه . وقال : الرب تعالى قادر على تعذيب الطفل ولو فعل كان ظالماً فيه ولكنه لا يستحسن أن يقال في حقه تعالى إنه ظالم إذا عذب الطفل بل لو عذبه لاستدللنا بتعذيبه له أنه بالغ وقد عصى معصية استحق عليها العقاب في علم الله تعالى وهذا هذيان من الكلام مع بطلانه فإنه إذا جاز تعذيب الطفل من الرب تعالى فلا فرق بين كونه ابن يوم مثلاً أو ابن سنة أو مميزاً فكيف يجوز القول بأنه إذا عذبه يستدل بتعذيبه له أنه بالغ وهو ابن يوم مثلاً ؟ لم يقل بهذا أحد من العلماء والله أعلم . وكان يفضل على أبان اللاحقي في النظم . وتوفي سنة عشر ومائتين وقد علت سنه وله مصنفات كثيرة .
الحافظ أبو إسماعيل .
بشر بن المفضل بن لاحق الحافظ أبو إسماعيل الرقاشي مولاهم البصري ؛ روى له الجماعة كلهم . قال ابن حنبل : إليه المنتهى في التثبت بالبصرة . توفي سنة سبع وثمانين ومائة