بركات أبو الطاهر بن الشيخ أبي إسحق إبراهيم ابن الشيخ أبي الفضل طاهر بن بركات بن إبراهيم بن علي بن محمد بن أحمد بن العباس بن هاشم الخشوعي الدمشقي الجيروني القرشي الرفاء الأنماطي ؛ كان له سماعات عالية وإجازات تفرد بها وألحق الأصاغر بالأكابر وانفرد في آخر عمره بالسماع والإجازة من أبي محمد هبة الله بن الأكفاني وانفرد بالاجازة عن أبي محمد القاسم ابن الحريري صاحب المقامات إجازة في اثنتي عشرة وخمس مائة من البصرة . وهو من بيت الحديث حدث هو وأبوه وجده وسئل أبوه لم سموا الخشوعيين فقال : كان جدنا الأعلى يؤم بالناس فتوفي في المحراب فسمي الخشوعي نسبة إلى الخشوع ؛ وروى بركات بالإجازة منفرداً عن المقرئ أبي القاسم عبد الرحمن بن الفحام وأبي بكر محمد بن الوليد الطرطوشي وأجاز له أبو علي الحداد وأبو طالب عبد القادر بن محمد بن يوسف وجماعة كثيرة وحمل الناس عنه علماً جماً وتوفي سنة سبع وتسعين وخمس مائة .
بركة .
ملك القبجاق .
بركة بن توشي بن جنكزخان المغلي ملك القبجاق وصحراء سوراق وهي مملكة متسعة مسيرة أربعة أشهر وأكثرها براري ومروج وبينها وبين أذربيجان باب الحديد في الدربند المعروف وهو باب عظيم مغلق بين المملكتين مسلم إلى أمير كبير . وبركة هذا هو ابن عم هولاكو ؛ كان قد أسلم وكاتب الظاهر بيبرس وبعث رسوله في البحر وطلع من إسكندرية . وملك بعده منكوتمر بن طغان بن سرطق بن جنكزخان وجمع عساكره وبعثها مع مقدم لقصد أبغا فجمع أبغا أيضاً وسار إلى أن نزل على نهر كور وأحضر المراكب والسلاسل وعمل جسرين وعدّى إلى منكوتمر وعدى منكوتمر وتلاقيا على النهر الأبيض وتراسلا بعد ثلاث ساعات : حرك أبغا كوساته وقطع النهر وحمل عليه فكسره وساق وراءه بالسيف . ثم تناخى عسكر منكوتمر ورجعوا فثبت أبغا ودام الحرب إلى العشاء الآخرة . ثم إن أبغا استظهر وغنم من عسكر منكوتمر شيئاً كثيراً وعمل سوراً من خشب على النهر وقاسه من حد تفليس . وكان جزء كل مقدم مائة وعشرين ذراعاً وفرغ في سبعة أيام . وكان بركة C تعالى يميل إلى المسلمين ومملكته تفوق مملكة هولاكو من بعض الوجوه وكان يعظم العلماء والصالحين . ومن أعظم الواقع بينه وبين هولاكو كونه قتل الخليفة . وكان معه مساجد خيماً تحمل معه ولها مؤذن ويقام فيها الصلوات الخمس . وكانت وفاة بركة C تعالى سنة خمس وستين وست مائة .
أم أيمن .
بركة بنت ثعلبة بن عمرو بن حصين وهي أم أيمن ؛ غلبت عليها كنيتها كنيت بابنها أيمن بن عبيد . وهي تعد أم أسامة بن زيد تزوجها زيد بن حارثة بعد عبيد الحبشي فولدت أسامة . وهي مولاة رسول الله A وتعرف بأم الظباء هاجرت الهجرتين إلى الحبشة وإلى المدينة وكانت مولاة عبد الله بن عبد المطلب ثم صارت للنبي A ميراثاً وقيل كانت مولاة لأمه . وكان رسول الله A يقول : أم أيمن أمي بعد أمي . وكان رسول الله A يزورها وكان أبو بكر وعمر يزورانها في منزلها كما كان رسول الله A يزورها .
ابن السابح الوكيل .
بركة بن علي بن الحسين بن بركة أبو محمد الوكيل المعروف بابن السابح البغدادي ؛ كان أحد الوكلاء على أبواب القضاة ثم ترقت به الحال حتى صار يتوكل بين يدي وكلاء الخلفاء . وكانت له معرفة تامة بصنعة الوكالة وكتابة الشروط وصنف في ذلك كتاباً حسناً أسماه كامل الآلة في صناعة الوكالة جمع فيه فنون ما يحتاج غليه الوكيل من كتابة كتب الأحكام وكيف يثنيها عند القضاة والحكام إلا أنه كان سيء الطريقة مذموم الأفعال قليل الدين يرتكب المحظورات من إبطال الحقوق وإثبات الباطل مشهوراً بذلك يحذره الناس ويخافونه إلى أن أهلكه الله تعالى في الاعتقال بعد العقوبات المؤلمة والتعذيب سنة خمس وست مائة وقد جاوز الستين .
زعيم الدولة صاحب الموصل