بختيشوع بن جبريل النصراني الطبيب . صاحب التصانيف ؛ خدم المأمون ومن بعده من الخلفاء . نكبه المتوكل مرة ونفاه ثم رده إلى المطبق وقيده وغله بمائة رطل بالبغدادي حتى هلك في حدود الستين ومائتين . وكان يضاهي المتوكل في اللبس والفرس ونقل له كتباً كثيرة من كتب جالينوس . وكان القاضي أحمد بن أبي دؤاد والوزير ابن الزيات يعملان عليه عند المتوكل حتى نكبه . دخل يوماً على المتوكل فجلس معه على عادته في السدة وكان عليه دراعة ديباج قد انفتق ذيلها قليلاً فجعل المتوكل يحادث بختيشوع ويعبث بذلك الفتق حتى بلغ النيفق ؛ ودار بينهما كلام اقتضى أن المتوكل سأل بختيشوع : بماذا يعلم أن الموسوس يحتاج إلى الشد والوثاق ؟ قال : إذا بلغ في فتق دراعة طبيبه إلى النيفق شددناه فضحك المتوكل حتى استلقى على ظهره وأمر له بخلعة ومال جزيل . قال أبو الريحان البيروني في كتاب الجماهير : إن المتوكل جلس يوماً لهدايا النيروز فقدم إليه كل علق نفيس وإن طبيبه بختيشوع دخل عليه وفي كمه درج آبنوس فتحه عن ملعقة كبيرة جوهر لمع منها شهاب فرأى المتوكل ما لا عهد له بمثله فقال له : من أبن لك هذا ؟ قال : من الناس الكرام ؛ ثم إنه حدث : إنه صار إلى أبي من أم جعفر في ثلاث مرات مائة ألف دينار أحدها أنها شكت عارضاً في حلقها منذراً بخناق فأشار عليها بالفصد والتطفية والتغذي بحشو فأحضر في غضارة صيني فيها هذه الملعقة فغمزني أبي على أخذها فجاذبتها الخادم ودفع لي فيها عشرة آلاف دينار فامتنع أبي وقال : يا ستي إن ابني لم يسرق قط فلا تفضحيه في أول أمره لئلا ينكسر قلبه فضحكت ووهبتها له . وسئل عن الثانية فقال : اشتد تغير النكهة على أم جعفر وذكرت أن الموت أسهل عليها من ذلك فجوعها إلى العصر وأطعمها سمكاً ممقوراً وسقاها دردي نبيذ فغثيت نفسها وقذفت وكرر ذلك ثلاثة أيام وقال : تنكهي في وجه من أخبرك . وعن الثالثة أنها أشرفت على التلف من فواق شديد كان بها فأمر الخدام بإحضار خواب إلى سطح الصحن وتصفيفها حوله وأن تملأ ماء وأن يجلس خادم خلف كل خابية حتى إذا صفق بيده على الأخرى دفعوها دفعة واحة فارتفع لذلك صوت عظيم أرعبها فوثبت وزال عنها الفواق .
وقيل إنه كان يأمر بالحقن والقمر متصل بالذنب فينحل القولنج من ساعته . ويأمر بالدواء والقمر على مناظرة الزهرة فيصلح العليل من يومه .
بختيشوع بن جرجس الطبيب .
بختيشوع بن جرجس النصراني ؛ رأس الأطباء وابن شيخهم خدم الرشيد وتقدم في أيامه . امتحنه الرشيد أول قدومه بأن قدموا له قارورة فيها بول حمار فقيل : ما يصلح لصاحب هذه القارورة ؟ فقال : شعير جيد . وبختيشوع معناه عبد المسيح وهو لفظ سرياني . توفي في حدود التسعين والمائة وقيل إنه مات بعد الرشيد وهو الصحيح .
بختيشوع بن يحيى الطبيب .
البغدادي ؛ كان بارعاً في الطب . وتوفي سنة تسع وعشرين وثلاث مائة .
بدر .
أبو النجم الأميري .
بدر بن جعفر بن عثمان الأميري أبو النجم الشاعر الضرير ؟ من قرية تعرف بالأميرية من نواحي النيل . نشأ بواسط وقرأ بها القرآن والأدب وسمع الحديث . وقال الشعر وقدم بغداد وسكنها ومدح بها الصدور والأعيان وصار أحد شعراء الديوان ينشد في التهاني والتعازي وكان شيخاً محسناً متديناً . ولد سنة سبع وثلاثين وخمس مائة وتوفي سنة إحدى عشرة وست مائة . ومن شعره : .
عذيري من جيل غدوا وصنيعهم ... بأهل النهى والفضل شر صنيع .
ولؤم زمان ما يزال موكلاً ... بوضع رفيع أو برفع وضيع .
سأصرف صرف الدهر عني بأبلج ... متى آته لا آته بشفيع .
ومنه : .
أحن جوىً إذا نفح النسيم ... وأصبو إن بدا رشأ وريم .
لقد أعدى السقام إلي ظلما ... غزال طرف مقلته سقيم .
إذا حاولت كتمان التصابي ... وشى بي في الهوى دمع نموم .
ألوامي سفاهاً لو طعمتم ... لمى لمياء يوماً لم تلوموا .
بعيد سلوتي عنها وتركي ... هواها والغرام بها غريم .
قلت : شعر متوسط .
؟ أبو سعد الساعدي الشافعي