أيدغدي الأمير علاء الدين الكبكي الظاهري مملوك الأمير جمال الدين بن الداية الحاجب الناصري حضر الوقعة التي بين المعز والناصر سنة ثمان وأربعين وهو صبي فاستولى عليه كبك فعرف به وكان يراعي أولاد أستاذه جمال الدين ويحسن إليهم وتنقلت به الأحوال وولي نيابة صفد في الدولة الظاهرية والسعيدية وولي نيابة حلب وغير ذلك وكان من الفرسان المذكورين كان يسوق من أول الميدان إلى آخره وتحت بهام رجله درهم في الركاب ولا يقع . توفي بالقدس وصلي عليه بدمشق غائباً وهو في عشر الستين وذلك في سنة ثمان وثمانين وستمائة .
الأمير علاء الدين الأعمى .
أيدغدي الأمير علاء الدين الأعمى الركني الزاهد ناظر أوقاف القدس والخليل عليه السلام أنشأ العمائر والربط وغير ذلك وأثر الآثار الحسنة بالقدس والخليل والمدينة النبوية . كان من أحسن الناس سيرةً وأجملهم طريقةً . انعمرت الأوقاف في أيامه وتضاعف مغلها واشتهر ذكره وسار وكان من أذكياء العالم . يقال عنه : إنه خط حمام بلد الخليل عليه السلام ورسم الأساس بيده وذره بالكلس للصناع . وكان يحب الخيل ويستولدها وقيل : إنه كان إذا مر به فرس من خيله عرفه وقال : هذا من خيلي . توفي بالقدس سنة ثلاث وتسعين وستمائة وصلي عليه بدمشق .
أيدغدي الأمير علاء الدين .
أمير آخور كان أمير آخوراً صغيراً مع الأمير علاء الدين أيدغمش . ولما جرى للأمير علاء الدين مغلطاي أمير آخور ما جرى في أيام الناصر حسن من إمساك النائب بيبغا ومنجك الوزير طلع مغلطاي من الاصطبل وبقي رأس نوبة ورتب هذا الأمير علاء الدين أيدغدي عوضه أمير آخور ولم يزل على الوظيفة المذكورة إلى أن خلع الناصر فرسم له بالخروج إلى طرابلس فوصل صحبة زين الدين عرب البريدي إلى دمشق في ثالث عشر شهر رجب الفرد سنة اثنتين وخمسين وسبعمائة وأقام بها بطالاً .
الألدكزي نائب صفد .
أيدغدي الأمير علاء الدين الألدكزي بفتح الهمزة وسكون اللام وفتح الدال المهملة وضم الكاف وبعدها زاي وياء النسبة وكان من مماليك الملك الظاهر بيبرس وكان نائب السلطنة بصفد في أيام السلطان الملك المنصور قلاون . وكان أعورن من فرسان الخيل وأبطالها . وأقام نائباً في صفد تقدير خمس عشرة سنة وله بصفد حمام وتربة وكان قد غضب عليه وعزل من النيابة بالأمير فارس الدين ألبكي وجعل الألد تمري والي بصفد إهانةً له فبقي على ذلك مدةً إلى أن توفي C تعالى . ولما كان الأشرف على حصار عكا جاءته ليلة اليزك فعمله وخرج عليه في الليل من عكا جماعة من الفرنج وشعثوا على المسلمين فاعتاظ الأشرف عليه وأخذ سيفه ورسم عليه وكان قد أبلى تلك الليلة بلاءً حسناً في الفرنج وقتل بسيفه منهم جماعةً ولكن ما مع الكثرة شجاعة فلما رأى السلطان سيفه وهو مثلوم وآثار الدماء عليه قال : ما هذا سيف من فر ولا ولى ولا هرب ! .
ثم أفرج عنه .
وحكى لي علاء الدين علي دواداره بصفد . وكان أخيراً من مقدمي الحلقة بها عن الأمير علاء الدين المذكور رياساتٍ كثيرة وقال لي : كان يشرب خلوةً من غير إجهار وكان ينادمه شمس الدين الكركي المحتسب ليلاً في جماعة قليلة من صبيانه وكان يقول : من يستعمل معي إلى أن نصبح فله مائة درهم ! .
فمن ثبت منهم معه وقال له : يا خوند صبحك الله بالخير ! .
يأمر الخازندار أن يعطيه مائة درهم . وكان ذلك قبل السبعمائة سنة .
أيدغمش .
شمس الدين صاحب همذان .
أيدغمش صاحب همذان وأصبهان والري لقبه شمس الدين . أمره الخليفة بالتقدم إلى همذان فسار وأقام ينتظر عسكر الخليفة فطال عليه الأمر فرحل نحو همذان فالتقاه عسكر منكلي فقاتلوه وقتلوه في سنة عشر وستمائة وحملوا رأسه إلى منكلي وتفرق أصحابه . وكان صالحاً كثير الصدقات ديناً صائماً قائماً عادلاً . قال الظهير غازي ابن سنقر الحلبي : لما كسره منكلي اجتاز ببعض قلاع الإسماعيلية ونزل تحتها فبعث إليه مقدمها بالضيافات والإقامات وقال له : أنا أنجدك بالأموال والرجال . فقال لرسوله : قل له : إن كنت مسلمان فأريه وإن كنت كافران فما لك عندي إلا شمشير ! .
فأرسل إليه يقول : نعم أنا مسلمان . فقال : الآن نعم ! .
شمشير : السيف . وقيل : إنما اجتاز ببلاد جلال الدين .
الأمير علاء الدين أمير أخور