أقطاي بن عبد الله الأمير الأتابك فارس الدين المستعرب الصالحي النجمي كان مملوكاً لنجم الدين محمد بن يمن ثم انتقل إلى الملك الصالح نجم الدين أيوب وأمره ثم ترقى بعد وفاته إلى أن عد في الأعيان ورفع المظفر رتبته وجعله أتابك الجيش وكان لا يضاهيه أحد في الدولة ولا يعارضه فيما يفعل . ثم لما قتل الملك المظفر تشوق إلى السلطنة أكابر الأمراء فقدم الأمير فارس الدين ركن الدين بيبرس وسلطنة وحلف له في الوقت فلم يسع بقية الأمراء إلا موافقته فتم أمره ورأى له ذلك واستمر على حاله على علو المنزلة ونفاذ الأمر وكثرة الإقطاع والرواتب وبقي على ذلك مدة سنين لكن الملك الظاهر بقي يختار الراحة منه في الباطن ولا يسعه ذلك لعدم وجود من يقوم مقامه فإنه كان من رجالات الدهر حزماً وعزماً ورأياً وتدبيراً وخبرةً ومعرفةً ورياسةً ومهابةً فلمات أنشأ الملك الظاهر الأمير بدر الدين بيليك الخزندار أمره بملازمته والاقتباس منه والتخلق بأخلاقه فلازمه مدةً فلما علم الظاهر منه الاستقلال بذلك جعله مشاركاً في أمر الجيش وقطع الرواتب التي كانت لأقطاي ونقصه من إقطاعه فانجمع وتبع رأي السلطان وادعى أن به طرف جذام وطلب الانقطاع ليتداوى ولم يكن به شيء وحصل له من الغبن ما لا أبقى عليه دون السنة حتى مات غبناً سنة اثنتين وسبعين وستمائة وقد نيف على السبعين وعاده قبل موته الملك الظاهر فبكى بين يديه حتى بكى لبكائه لما مت بخدمه وتلطف في عتابه .
وكان قد توجه إلى الملك الظاهر وهو على بعض الحصون فلما وصل إليه قدر الله بفتح ذلك الحصن فكتب إليه السراج الوراق . ونقلت ذلك من خطه من المجتث : .
لله يُمْنُك أنَّي ... وجّهتَ وجهَ ركابِكْ .
ما ماطل النصرُ إلاّ ... ترقّباً لإيابِكْ .
فمذ حللتَ هناك ال ... هُدى انْتمى لجنابكْ .
وقال لي إذ عَرَتْه ... مهابةٌ من خطابكْ .
قُلْ للأتابك عنّي ... سبحانَ ربٍّ أتى بكْ .
أقطوان .
الأمير علاء الدين المهمندار .
أقطوان الأمير علاء الدين المهمندار الظاهري أحد أمراء الشام أمير عاقل دين شجاع توفي سنة سبع وسبعين وستمائة وقد نيف على الأربعين وأوصى بأن يصرف ثلث ماله في وجوه البر حيثما يراه الوصي . وكان من غلمان الأمير نجم الدين أمير حاجب الملك الناصر .
حاجب صفد .
أقطوان الكمالي الأمير علاء الدين الحاجب بصفد حضر من الكرك إلى صفد مشد الدواوين ووالى الولاة لما كان الجوكندار الكبير بها نائباً ثم أعطي طبلخاناه وأقام كذلك مدةً . ثم أعطي الحجوبية وبقي بها مدةً ثم أعطي نيابة القلعة فأقام بها مدةً ثم أعيد إلى الحجوبية . وكان أميراً كبيراً له برك وعدة كثيرة وسلاح وغيره من آلات الإمرة ولم يزل كذلك إلى أن توفي بصفد في أوائل سنة أربع وثلاثين وسبعمائة وكان قد عرف الناس وأحبوه وكان عديم الشر ساكناً وكان شكلاً طوالاً مهيباً أبيض مشرباً حمرة وهو والد الأمير سيف الدين قرمشي . ولما توفي كتبت إلى ولده الأمير سيف الدين قرمشي أعزيه من السريع : .
تَعَزّ يا مولايَ في الذاهبِ ... وارضَ بأمر الطالب الغالبِ .
واصبْر تَنَلْ أجرك في فقده ... فليس من يصبر بالخائبِ .
قد رَكب الأعناق لمّا مضى ... لربّه أفديه من راكبِ .
وبات مندوباً لأنّ العُلى ... أمستْ بقلبٍ بَعْدَه واجبِ .
وفاز لمّا حاز طيب الثنا ... والذِكر في الحاضر والغائبِ .
بكاه حتى مستهلّ الحيا ... بدمعه المنحدر الساكبِ .
لم تُرْمَ دون الناس من فقده ... فيه بسهمٍ للرَّدى صائبِ .
بلِ الورى عمّهم رُزْؤه ... وكم فؤادٍ بعده ذائبِ .
وما ترى في الناس غير امرئٍ ... وعينُه تبكي على الحاجبِ .
وسيأتي ذكره ولده الأمير سيف الدين قرمشي إن شاء الله تعالى في مكانه من حرف القاف .
الألقاب .
أقعس بن مسلمة الصحابي حديثه عند عبيد الله بن صبرة بن هوذة عن الأقعس أنه جاءه بالإداوة التي بعث بها رسول الله A ينضح بها مسجد قران .
أقلب خف : علي بن أحمد .
آقوش