لها في الصحيحين اثنان وعشرون حديثاً وروى عنها أيضاً الترمذي وأبو داود والنسائي وابن ماجة . وإنما قيل لها ذات النطاقين لأن رسول الله A لما تجهز مهاجراً ومعه أبو بكر أتاهما عبد الله بن أبي بكر وهما في الغار معه أسماء بنت أبي بكر وليست للسفرة شناق فشقت لها أسماء من نطاقها فقال لها رسول الله A : أبدلك الله بنطاقك هذا نطاقين في الجنة ! .
وكان أهل الشام لما حاصروا عبد الله بن الزبير بمكة مع الحجاج بن يوسف نادى واحد منهم : يا ابن ذات النطاقين إبرز ! .
فيظن أن يعيره بذلك فلما سمع ذلك عبد الله قال من الطويل : .
وعَيَّرها الواشون أنّي أحبّها ... وتلك شَكاةٌ ظاهرٌ عنك عارُها .
بنت صصرى .
أسماء بنت عماد الدين محمد بن سالم بن الحافظ أبي المواهب ابن صصرى أم محمد التغليبة الدمشقية زوجة ابن عمتها الصاحب جمال الدين وأخت قاضي القضاة نجم الدين . ولدت سنة ثمان وثلاثين وسمعت خمسة أجزاء من مكي بن علان وتفردت وحدثت أكثر من خمسين سنة وحجت مرات . ولها بر ومعروف وكانت تقرأ في المصحف وربما كتبت في الإجازات . توفيت سنة ثلاث وثلاثين وسبعمائة . وأجازت لي في سنة تسع وعشرين وسبعمائة بدمشق وكتب عنها بإذنها عبد الله بن المحب . وكان مولدها سنة ثمان أو تسع وثلاثين وستمائة .
ابن حارثة الصحابي .
أسماء بن حارثة بن سعيد بن عبد الله بن غياث من بني أفصى من الطبقة الثالثة من المهاجرين وكنيته أبو هند . كان هو وأخوه هند ملازمين لخدمة رسول الله A من أهل الصفة لأنهما كانا فقيرين وذكر بعض الناس أنهم كانوا ثمانية إخوة صحبوا النبي الله A وهم : أسماء وهند وخداش وذؤيب وحمران وفضالة وسلمة ومالك . واختلف في وفاة أسماء . فقال ابن سعد : مات بالمدينة سنة ست وستين وهو ابن ثمانين سنة . ومن ولد أسماء بن حارثة غيلان بن عبد الله بن أسماء بن حارثة وكان من قواد المنصور وكان له ذكر في دعوة بني العباس . قال سبط ابن الجوزي : وليس في الصحابة من اسمه أسماء سوى هذا وأسماء بن وثاب له رواية . قال ابن سعد : وأما هند أخو أسماء فمات في خلافة معاوية بالمدينة . وأما أسماء صاحب هذه الترجمة فله صحبة ورواية أخرج له ابن سعد حديثاً .
ابن خارجة الفزاري .
أسماء بن خارجة بن حصن بن حذيفة بن بدر الفزاري أحد الأجواد من الطبقة الأولى من التابعين من الكوفة . كنيته أبو حسان . كان قد ساد الناس بمكارم الأخلاق . حكى ابن عساكر قال : أتى الأخطل الشاعر إلى عبد الملك بن مروان في حمالات تحملها عن قومه فأبى أن يعطيه شيئاً فسألها بشر بن مروان أخا عبد الملك فقال له كما قال عبد الملك فأتى أسماء بن خارجة فتحمل عنه الكل فقال من الوافر : .
إذا ما مات خارجةُ بن حصنٍ ... فلا مطرَتْ على الأرض السماءُ .
ولا رجعَ البشيرُ بغُنْم جيشٍِ ... ولا حَمَلتْ على الطُّهر النساء .
فيومٌ منك خيرٌ من رجالٍ ... كثيرٌ حولهم نَعَمٌ وشاء .
فبورِكَ في بنيك وفي بينهم ... وإن كثروا ونحن لك الفداء .
وبلغ الشعر عبد الملك بن مروان فقال : عرض بنا الخبيث في شعره . قلت : كذا رواه الرواة فحذف المضاف وأبقى المضاف إليه لأنه أراد أسماء بن خارجة ماذا عليه لو كان قال : إذا ما مات أسماء بن حصن ؟ فإن نسبته إلى جده أهون من حذف اسمه وإقامة اسم أبيه مقامه . فإن الإضافة إلى الأجداد أمر مشهور على أنه كان يأتي بنوع من البديع وهو الجناس بين أسماء والسماء في قافية البيت