إسحاق بن محمد أبو يعقوب النهرجوري من كبار مشايخ الصوفية وعلمائهم . جاور بمكة سنين كثيرة ومات بها سنة ثلاثين وثلاثمائة . من كلامه : مفاوز الدنيا تقطع بالأقدام ومفاوز الآخرة تقطع بالقلوب . وقال : العابد يعبد الله تعالى تخويفاً والعارف يعبد تشريفاً . وقال : احترزوا من الناس بسوء الظن بأنفسكم لا بالناس . وقال : من كان شبعه بالطعام لم يزل جائعاً ومن كان غناه بالمال لم يزل فقيراً ومن قصد بحاجته الخلق لم يزل محروماً ومن استعان على أمره بغير الله لم يزل محذولاً . وقال الدنيا بحرٌ والآخرة ساحل والتقوى هي المركب والناس سفرٌ . وقال في تفسير قوله تعالى " وشروه بثمنٍ بخسٍ " لو جعلوا ثمنه الكونين لكان بخساً في جنب مشاهدته . ولّما كان في النزع قيل له قال : لا إله إلاّ الله فقال : إيّاي تعني ؟ وعزة من لا يذوق الموت ما بقي بيني وبينه إلا حجاب العزّة ؛ ثم طفىء من وقته . وكان النهرجوري قد صحب سهلاً التستري والجنيد رحمهم الله تعالى .
القاضي رفيع الدين .
إسحاق بن محمد بن المؤيد بن علي بن إسماعيل القاضي المحدث رفيع الدين الهمذاني الأصل المصري الوبري الشافعي ولي قضاء أبرقوه مدة ورحل وسن بالقاهرة . سمع وروى وكان معروفاً بالإقراء . توفي سنة ثلاث وعشرين وستمائة .
الصوفي البروجردي .
إسحاق بن محمود بن ملكويه ابن أبي الفياض الشيخ شمس الدين أبو إبراهيم البروجردي الصوفي المشرف من أكابر مشايخ الصوفية وقدمائهم . ولد سنة سبع وسبعين ببروجرد وسمع من أبي طاهر لاحق ابن قدرة ببغداذ وابن طبرزذ والشيخ عبد القادر وأبي تراب الكرخي وغيرهم وسمع بالقاهرة من جماعة . وكان خطّاً جيداً ونسخ الكثير وصحب الشيوخ . خرج له أبو بكر ابن المنذري مشيخة . روى عنه الدمياطي والدواداري والمصريون . وهو ثقة نبيل لديه فضل : ولي لإشراف الخانقاه مدة . وتوفي سنة تسع وستين وستمائة .
أبو عمرو الشيباني .
إسحاق بن مرار أبو عمرو الشيباني الكوفي . قال الأزهري : كان يعرف بابن عمرو الأحمر ومرار - بكسر الميم وراءين مهملتين مخففتين - كان يؤدب أولاد أناس من شيبان فنسب إليهم كما نسب اليزيدي إلى يزيد بن منصور حين أدّب ولده . وكان أبو عمرو من الدهاقين . وكان يؤدب أولاد الرشيد الذين كانوا في حجر يزيد بن مزيد الشيباني وكان راوية أهل بغداذ واسع العلم باللغة والشعر . ثقةً في الحديث كثير السماع وله كتب كثيرة في اللغة جياد . له كتاب الجيم . كتاب النوادر . كتاب أشعار القبائل ختمه بابن هرمة . كتاب الخيل . كتاب غريب المصنف كتاب اللغات . كتاب غريب الحديث . كتاب النوادر الكبير على ثلاث نسخ . قال أبو الطيب اللغوي : وأما كتاب الجيم فلا رواية له لأن أبا عمرو بخل به على الناس فلم يقرئه أحداً . وقال ثعلب : كان مع أبي عمرو من العلم والسماع عشر أضعاف ما كان مع أبي عبيدة ولم يكن في أهل البصرة مثل أبي عبيدة في السماع والعلم . وقال الخطيب : كان أبو عمرو نبيلاً فاضلاً عالماً بكلام العرب حافظاً للغاتها . عمل كتاب الشعراء : مضر وربيعة واليمن إلى ابن هرمة وسمع من الحديث سماعاً واسعا وعمّر طويلاً حتى أناف على التسعين وهو عند الخاصة من أهل العلم أنه كان مشهوراً بالنبيذ والشرب له . قلت : ورمي بالقول بخلق القرآن . قال له بعضهم بلغني أنك تقول إن القرآن مخلوق قال : نعم . قال : متى خلقه قبل أن تكلم به أو بعد ذلك ؟ فرفع رأسه وقال : أنت شيخ جدل . أخذ عنه جماعة كبار منهم الإمام أحمد وأبو عبيد القاسم بن سلام ويعقوب ابن السكيت . وقال في حقه : عاش مائة وثمانين عشرة سنة . وكان يكتب بيده إلى أن مات . وقال ابن كامل : مات ابن مرار في اليوم الذي مات فيه أبو العتاهية وإبراهيم النديم الموصلي سنة ثلاث عشرة ومائتين ببغداذ . وقال غيره : توفي سنة ست ومائتين وعمره مائة وعشر سنين .
أبو عبد الرحمن السلولي .
إسحاق بن منصور أبو عبد الرحمن السلولي مولاهم الكوفي كان أحد الثقات الأعلام . قال البخاري : مات سنة أربع وقيل سنة خمس ومائة وروى عنه البخاري ومسلم وأبو داود والترمذي والنسائي وابن ماجه .
أبو يعقوب الكوسج .
إسحاق بن منصور بن بهرام الحافظ أبو يعقوب الكوسج نزيل نيسابور . روى عنه البخاري ومسلم والترمذي والمسائي وابن ماجه . قال مسلم : ثقة وقال النسائي : ثبت ثقة ؛ توفي في تاسع جمادى سنة إحدى وخمسين ومائتين