ألا يا غزير الفضل عبدك قاصر ... وفي ذهنه عما يريد سقام .
وانشاؤه إن شاءه لا يناله ... كأني جفن الصب وهو منام .
وأين محل الشمس ممن يرومه ... لقد جل مطلوب وعز مرام .
وأنت الذي يملأ الملا نور فضله ... لأنك شمس والأنام قتام .
فليس لشمس مذ أنرت إنارة ... وليس لبدر مذ تممت تمام .
وينهى وروج المشرف الكريم فانتصب له قائماً على الحال وتلقاه بما يجب له من الإجلال ووضعه على العين والرأس وهذه غاية يعتقد أنها ما خلت من الإخلال ومت طرفه بتلك الطرف والتحف بظلال هاتيك الهدايا الفاخرة والتحف ودخل جنات سطورها فرأى منها غرفاً مبنية من فوقها غرف .
وأسرف في لثمها على أنه لا سرف في الشرف وعلم أنه بهذا الجواب أحمق فلولا إضافة الود الصادقة إليه لما انصرف : .
وفي تعب من يحسد الشمس ضوءها ... ويزعم أن يأتي لها بضريب .
فالله يوزع المملوك شكر هذه النعمة البادية وأمانة التي هي في الصورة هدية وفي المعنى إلى الصواب هادية والأٍسجع التي هي عندي در وعند الناس كلام وعين الله على هذه الفضائل التي أخملت الخمايل وحققت فضل الأواخر على الأوائل وإن كان فيهم سحبان وأيل وقد عطفها الملوك على خدمة إلى المولى شمس الدين محمد بن الخراز الذي يعجز عن نقله حماد الرواية أطلع الله شمسه بأفقها وأعاده إلى بلده التي عامل جلق بخلق لا يليق بخلقها ولا خلقها وعلى كل حال فجبر مولانا لألم انفراده طبيب وهو في بلد مولانا غريب كما أن مولانا في الإحسان غريب .
يا غريب الصفات حق لمن كا ... ن غريباً أن يرحم الغرباء .
وأنشدني من لفظه لنفسه في أواخر صفر سنة ثمان وأربعين وسبع مائة بدمشق المحروسة يمدح سيدنا رسول الله A : .
جوانحي لسواكم قط ما جنحت ... فما لها جرحت من غير ما اجترحت .
أهكذا كل صب باع مهجته ... في حبكم غير برح الشوق ما ربحت .
ضاقت لبينكم الدنيا بما رحبت ... على حشى من جوى التبريح ما برحت .
فيا لنفس على جمر الغضا سحبت ... ومقلة في بحار الدمع قد سبحت .
قرت بقربكم حيناً وقد فرحت ... لكنها اليوم بعد البعد قد قرحت .
رامت برامة كتمان الغرام فمذ ... بدا لها ريمها في دمعها افتضحت .
رأت مسارح غزلان النقا سنحت ... بين الارياض وورق الأيك قد صدحت .
رأت قباب الذي في كفه نطقت ... صم الحصا وعيون الماء قد سرحت .
الهاشمي الذي لو نفسه وزنت ... بالأنبياء وأملاك السما رجحت .
لولاه ما طلعت شمس ولا غربت ... كلا ولا دحيت أرض ولا سطحت .
ولا السماء سمت ولا الجبال رست ... ولا البحار طمت ولا الصبا نفحت .
ولا الحياة حلت ولا الغيوث همت ... ولا الجنان زهت ولا لظى لفحت .
أنوار غرته لو أنها لمحت ... لوح الدجى إذ سجى مسوده لمحت .
وإنه بدا مطرقاً للرأس من خفر ... تخال عذراء من فرط الحيا أتشحت .
تبدي أساريره معنى سرايره ... في النفس إن فرحت يوماً وإن ترحت .
عوذت بالليل إذ يغشى ذوائبه ... وفرقه بالضحى والشمس إذ وضحت .
من قاس بالمزن جدوى راحتيه فقد ... أخطأ القياس فروق الفضل قد وضحت .
يداه بالدر تجدي وهو مبتسم ... والسحب تبكي وتجدي الدران سمحت .
يمناه ما صفحت لسائل منحاً ... وكم عن المذنب الخطاء قد صفحت .
فكم فدت وودت وأوجلت وجلت ... وأوكست وكست وأثبتت ومحت .
ودارساً عمرت وعامراً درست ... وبائساً رحمت وفارساً رمحت .
وكم لهى فتحت بالحمد إذ منحت ... لهى بها سمحت وكم نداً رشحت .
وقيدت نعماً وأطلقت نعماً ... وقلدت مننا وماينا نصحت