أرسلان بن عبد الله أبو الحارث البساسيري - بفتح الباء الموحدة والسين المهملة وبعد الألف سين أخرى مكسورة وياء آخر الحروف ساكنة وبعدها راء - هذه نسبة إلى بلد بسا وهي يالعربية فسا وأهل فارس ينسبون إليها هكذا . هو مقدم الأتراك ببغداذ ويقال إنّه كان مملوك بهاء الدولة ابن عضد الدولة ابن بوية وهو الذي خرج على الإمام القائم وكان قد قدمّه على جميع الأتراك وقلده الأمور بأسرها وخطب له على منابر العراق وخوزستان فعظم أمره وهابته الملوك ثم خرج على القائم وخطب للمستنصر العبيدي صاحب مصر . فراح القائم إلى أمير العرب محيي الدين أبي الحارث مهارش بن المجلي العقيلي صاحب الحديثة وعانه فآواه وقام بجميع ما يحتاج إليه مدّة سنة كاملة حتى جاء طغرلبك السلجوقي وقاتل البساسيري وقتله وعاد القائم بعد ذاك إلى بغداذ وكان دخوله إليها في مثل اليوم الذي خرج منها وبينهما سنة كاملة . وكانت قتلة البساسيري يوم الثلاثاء حادي عشر ذي الحجة سنة إحدى وخمسين وأربعمائة وطيف برأسه في بغداذ وصلب قبالة باب النوبي .
العادل نور الدين صاحب الموصل .
أرسلان شاه أبو الحارث ابن عزّ الدين مسعود بن قطب الدين مودود ابن عماد الدين زنكي بن آقسنقر صاحب الموصل المعروف بأتابك الملك العادل نور الدين . كان صاحب الموصل وابن صاحبها ملك الموصل ثمانية عشر سنة وتوفي ليلة الأحد تاسع عشرين رجب سنة سبع وستمائة يالشط من الشبارة ظاهر الموصل ودفن في تربته . وكان ملكاً شهماً عارفاً بالأمور انتقل إلى مذهب الشافعي Bه ولم يكن في بيته شافعي سواه وبنى مدرسة للشافعية بالموصل قلّ أن يوجد مدرسة في حسنها . وخلّف ولدين وهما الملك القاهر عز الدين مسعود والملك المنصور عماد الدين زنكي . وسيأتي ذكرهما إن شاء الله تعالى . وكان العادل بخيلاً جباراً متكبّراً سفاكاً للدماء حبس أخاه علاء الدين إلى أن مات في حبسه .
صاحب غزنة .
أرسلان شاه ابن السلطان علاء الدين الدولة مسعود بن إبراهيم بن مسعود ابن السلطان محمود بن سبكتكين ولي مملكة غزنة بعد أبيه سنة ثمان وخمسمائة وخنق في جمادى الآخرة سنة اثنتي عشرة وخمسمائة .
صاحب خوارزم .
أرسلان بن خوارزم شاه اتسز بن محمد بن أنوشتكين رجع من قتال أمّة الخطا مريضاً فمات في سنة ثمان وستين وخمسمائة ؛ وكان حاكماً على خوارزم وأعمالها وتملك بعده ابنه سلطان شاه محمود وأمّا ابنه الآخر علاء الدين تكش وهو الأكبر كان مقيماً بالجند فلما بلغه تملك أخيه الصغير غضب وقصد ملك الخطا واستمده فبعث معه جيشاً فلما قاربوا خوارزم خرج سلطان شاه ووالدته إلى المؤيد صاحب نيسابور وتملك علاء الدين خوارزم وبلادها بغير قتال . وأمّا المؤيد فسار مع محمود فلما قارب خوارزم والتقوا انهزمت الخراسانية لما حميت الحرب وأسر المؤيد وقتل بين يدي علاء الدين صبراً وهرب محمود وأمّه إلى دهستان فحاصرهم تكش وفتح البلد وهرب محمود وأمسكت أمه فقتلها تكش وقام بعد المؤيد ابنه طغان شاه أبو بكر وسار علاء الدين إلى ملك الغور فأكرمه .
الحافظ صاحب جعبر .
أرسلان شاه ابن أبي بكر بن أيوب السلطان الملك الحافظ نور الدين ابن العادل صاحب جعبر . تملك قلعة جعبر دهراً طويلاً وكان بها خزانة عظيمة لوالده فلما توفي أبوه أخذها هو فلمّا كان في أواخر أمره وخاف من الخوارزمية أرسل إلى أخيه صاحب حلب ليسلّم إليه قلعة جعبر وبالس ويعوضه بمدينة عزاز فتم ذلك وتسلّم الحلبيون قلعة جعبر وقدم الحافظ إلى حلب واجتمع بأخيه وتسلم نوابه بلد عزاز وقلعتها فطمع الخوارزمية وأغاروا على جعبر وبالس ثم إنّه سكن عزاز وتوفي بها سنة تسع وثلاثين وستمائة وحمل تابوته إلى حلب ودفن بالفردوس .
صاحب شهرزور .
أرسلان شاه هو السلطان نور الدين صاحب شهرزور ابن عماد الدين زنكي ابن نور الدين رسلان ابن السلطان عز الدين مسعود ابن السلطان قطب الدين مودود ابن أتابك زنكي ابن قسيم الدولة آقسنقر بن عبد الله التركي الأصل . كان محبوباً إلى والده فلما احتضر أخذ له العهد وملك بعدة شهرزور وكان شجاعاً لاقى التتار غير مرّة وقدم بغداذ بعساكره لنصرة الإسلام فبهر الأنام بجماله . وتوفي بقلعته في شعبان سنة اثنتين وأربعين وستمائة .
أسد الدين ابن الزاهر