بويع في مالقة سنة أربع وثلاثين وأربعمائة ولقب العالي وقام خطيباً أبو محمد غانم بن الوليد المخزومي أحد علماء مالقة وقال : .
استقبل الملك إمام الهدى ... بأربعٍ بعد ثلاثينا .
خلافة العالي سمت نحوه ... وهو ابن خمسٍ بعد عشرينا .
إنّي لأرجو يا إمام الهدى ... أن تملك االناس ثمانينا .
لا رحم الله امرءاً لم يقل ... عند دعائي لك آمينا .
ولم يكن في بني حمود مثل العالي أبداً ونبلاً وكرماً وللشعراء فيه أمداح كثيرة وقد اشتهرت قصيدة ابن مقانا الأشبوني فيه وقيل إنّه أنشدها له والعالي خلف حجاب على العادة في ذلك فلما وصل إلى قوله : .
وكأن الشمس لّما أشرقت ... فانثنت عنها عيون الناظرين .
وجه إدريس بن يحيى بن علي ... بن حمّودٍ أمير المؤمنين .
فقال العالي للحاجب صاحب الستر : قل له مليح مليح : فقال له ذلك ثم مرّ فيها إلى أن قال : .
كتب الجود على أبوابه ... أدخلوها بسلامٍ آمنين .
وإذا ما نشرت رايته ... خفقت بين جناحي جبرئين .
فقال العالي للحاجب : قل له أحسنت أحسنت . ثم لما قال : .
يا بني بنت النبّي المصطفى ... حبّكم في أرضه دنيا ودين .
أنظرونا نقتبس من نوركم ... إنّه من نور ربّ العالمين .
أمر برفع الحجاب وأتم بقية القصيدة وهو ينظر إليه ثم أفاض أنواع الإحسان عليه .
وكان العالي يشعر في مجالس منادماته لكنّه لا يرضاه ولا يجسر أحد أن يرويه ومن شعره : .
انظر إلى البركة والشمس قد ... ألقت عليها مطرفاً مذهبا .
والطير قد دارت بأكنافها ... والأنس قد نادى بها مرحبا .
فاشرب عليها مثلها رقةً ... وبهجةً واحلل لديها الحبى .
وبلي العالي بأقاربه فنغّصوا ملكه حتى انزوى إلى بعض الجبال وكانت له معهم خطوب طوال آل أمرها إلى أن انقرضت دولتهم وتغلب باديس ابن حيوس الصنهاجي صاحب غرناطة على مالقة وتفرق بنو حمود في الأقطار فدخل منهم إلى جزيرة صقلية محمد بن عبد الله ابن العالي إدريس المذكور وأشيع عنه أنّه المهدي الذي يوافق اسم النبّي A واسم أبيه .
وأراد ابن الثمنة الثائر هناك قتله فشغله الله عنه واستولى رجّار الإفرنجي على صقلية فذكر له أنّه من بيت النبوة فأكرمه ونشأ ابنه محمد بن محمد ابن عبد الله رجّار وكان أديباً ظريفاً شاعراً مغرىً بعلم جغرافيا فصنّف لرجّار الكتاب المشهور في أيدي الناس المنسوب إلى رجّار .
الواثق المغربي .
إدريس بن عبد الله ابن أبي حفص ابن عبد المؤمن الملك أبو العلاء الواثق بالله أبو دبّوس صاحب الغرب القيسي آخر ملوك بني عبد المؤمن . وثب على ابن عمه عمر وقتله سنة خمس ستين وكان شهماً شجاعاً مقداماً خرج عليه أبو يوسف يعقوب بن عبد الحق سيد آل مرين وصاحب تلمسان فجرت بينهم حروب إلى أن قتل أبو دبوس في المحرم سنة ثمان وستين وستمائة بظاهر مراكش في المصاف واستولى المرينيّ على مملكة الغرب وانقضت دولة آل عبد المؤمن .
تقي الدبن ابن مزيز .
إدريس محمد ابن أبي الفرج بن الحسين بن مزيز - بزايين - الشيخ الإمام المحدث تقي الدين أبو محمد الحموي . سمع من أبي القاسم بن رواحة وأخيه النفيس وصفية القرشية والموفق يعيش النحوي ومدرك بن حبيش والقاضي أبي إسحاق ابراهيم بن عبد الله بن عبد المنعم وهذه الطبة ؛ وكتب الأجزاء وعني بالحديث وتميز فيه . روى عنه الدمياطي والمزي والبرزالي . ذكره ابن الصابوني جمال الدين في كتاب تكملة إكمال الإكمال في مزيز ومرير وصنف الأحكام كبيراً .
الأندلسي الشاعر .
إدريس بن اليمان بن سامٍ أبو علي العبدري المعروف بالشبيني الأندلسي الشاعر روى عن أبي العلاء صاعد اللغوي . وتوفي سنة خمسين وأربعمائة ومن شعره : .
وموسّدين على الأكفّ رؤوسهم ... قد غالهم في السكر ما قد غالني .
ما زلت أسقيهم وأشرب فضلهم ... حتى انثنيت ونالهم ما نالني .
والخمر تعرف كيف تأخذ حقّها ... إنّي أملت إناءها فأمالني .
ومنه : .
وفتيان صدقٍ عرّسوا تحت دوحةٍ ... وليس لهم إلا النبات فراش