والأرض ما وسعّها ربّها ... إلاّ لتبدو همّة السائر .
لا بلّغت لي مهجة سؤلها ... إن لم أوفَّ الكيل للغادر .
وقال ابنه إدريس بن إدريس يرثيه : .
روحي الفداء لما جاءت منيته ... يرمي بها بلد ناءٍ إلى بلد .
فاختلست نفسه منه مخاتلةً ... حتى تخلّى من الأموال والولد .
أهدى إليه المنايا ذو قرابته ... بغير جرمٍ سوى البغضاءِ والحسد .
لئن ظفرتم بيومٍ قتلنا غلباً ... إنا لنرجو من الرحمن فوز غد .
حتى يزيل أقلّ الحق أكثره ... ويشرب الكاس ساقينا يداً بيد .
زين الدين المصري .
إدريس بن صالح بن وهيب الفقيه زين الدين المصري القليوبي . قرأ الفقه والمقامات الحريرية على قاضي القضاة شمس الدين ابن خلكان بالسيفية مدرسة الإسلام طغتكين صاحب اليمن بالقاهرة وكان إمام المدرسة ثم اتصل بخدمة الأمير عز الدين أيدمر الحلي فسعى له إلى أن رتّبه خطيب الجامع الأزهر بالقاهرة وهو أول من خطب فيه وكان ظنّاً في سنة اثنتين وستين وستمائة . وتوفي سنة إحدى وثمانين وستمائة ومن شعره قصيدة مدح بها قاضي القضاة شمس الدين أحمد بن خلكان : .
تراءت له بالرقمتين مخايل ... فنمّت عليه بالغرام بلابل .
فأجرى دموع العين أو ملأ الملا ... ونمّق في أكناف سلعٍ خمائل .
وهي قصيدة نظمها منحطّ عن الجودة .
المأمون المغربي