أحمد بن يوسف بن مالك بن إسماعيل بن أحمد الرّعيني الغرناطي الأوليوري أبو جعفر . قدم إلى الشام هو ورفيقه أبو عبد الله محمد بن أحمد الهوّاري الضرير وسمعا الحديث من شيوخ العصر ونزلا بالأشرفية دار الحديث اجتمعت بهما أولاً سنة اثنتين وأربعين وسبعمائة وسألته عن مولده فقال سنة ثمان أو تسع وسبعمائة . قرأ بالسبع على الأستاذ أبي الحسن علي بن إبراهيم المعروف بالقيجاطي والنحو على الأستاذ أبي عبد الله محمد بن علي الخولاني البيري والفقه على المذكور وعلى الأستاذ أبي عبد الله البيّاني وعلى قاضي الجماعة أبي عبد الله ابن بكر - بتشديد الكاف - وسمع الصحيح على القاضي المذكور بفوتٍ وقدما إلى الشام بعد الحجّ سنة إحدى وأربعين وسبعمائة . كتب إليّ مستجيزاً : .
الناس في الفضل أكفاء وأشباه ... والكلّ يزعم ما لم تخو كفّاه .
واستثن منهم صلاح الدين فهو فتّى ... إذا ادّعى الفضل لا ردّ لدعواه .
إن تلقه تلق كلّ الناس في رجل ... قد بات منفرداً في أهل دنياه .
إن تبد في الطرس للرائين أحرفه ... ردّ ابن مقلة للدنيا وأحياه .
وإن أجال جياد الشعر مستبقاً ... خلّى التنوخي عن بعدٍ وأعياه .
شخص كأنّ القوافي ملك راحته ... متى دعاها لنظمٍ ليس تأباه .
يا من يصوغ المعاني من معادنها ... ويجتني من جنى الآداب أحلاه .
إنّ ابن مالكٍ المملوك أحمد قد ... وافاك ترجو التقاط الدرَّ كفّاه .
يبغي الإجازة فيما عنك مصدره ... من الكلام الذي قد رقّ معناه .
شعر لو استنزل الشّعرى أتته ولو ... أوما إلى الدّر أن يأتي للبّاه .
وحسن نثرٍ كمثل الدرّ تنثره ... أيدي الصّبا فيعمُّ الروض ريّاه .
عن مثلك اليوم يروى الشعر عن رجلٍ ... ألشعر أيسر شيءٍ عند علياه .
كم من ختام علوم فضّها فغدا ... فضّ الختام لدنيا من مزاياه .
فاسلم لصوغ القوافي من معادنها ... ودم لصرف المعاني كيف تهواه .
فكتبت جوابه : .
يا فاضلاً في النّهى والعلم منماه ... وللهدى ومحلّ الفضل مرماه .
شنّفت سمعي بأبيات إذا تليت ... في مجلس الفضل راق الطرف مغناه .
رقمت بالمسك في الكافور أسطرها ... كصبح خدًّ وليل الصدغ غشاه .
تحكي السطور التي ضمّت محاسنها ... ثغر الحبيب إذا افترت ثناياه .
قد كان للناس سحر يخلبون به ... عقل الأنام وهذا من بقاياه .
وليس مثلك من يبغي الإجازة من ... مثلي فإنّ صريح العقل يأباه .
إذ لست أهلاً فإن العجز قصّر بي ... عن اللحاق بشأوٍ رمت أدناه .
لكن أطعت امتثالاً ما أمرت به ... وقد أجزتك ما لي فارض لقياه .
الرافضي .
أحمد الكيّال . كان من أهل البيت ويقال إنّه كان من الأئمة المستورين وكان قد سمع كلمات علميّة خلطها بفاسد وكانت الأئمة في الابتداء تعنيه فلما وقفوا على ما أبدعه من المقالات الفاسدة تبرأوا منه ولعنوه فلما علم الكيّال منهم ذلك دعا إلى نفسه فادعى أنّه الإمام ثم ادعى أنّه القائم وصنّف في مقالاته كتباً بالعربية والعجمية أحدث فيها مقالات سخيفة ومذاهب فاسدة منها قوله : إن الله تعالى خلق الإنسان على شكل اسم احمد يعني اسمه فقامة الإنسان مثل الألف ويداه مثل الحاء وبطنه مثل الميم ورجلاه مثل الدال . وقال في مكان آخر : الأل5ف من أحمد تدل على الإنسان والحاء على الحيوان والميم على الطائر والدال على الحوت . فالألف من حيث استقامته يشبه استقامة الإنسان والحاء معوجّة منكوسة كالحيوان ولأنها ابتداء اسم حيوان والميم تشبه رأس الطائر والدال تشبه ذنب الحوت . وزعم أن الجنة هو عبارة عن الوصول إلى ما يعلّمه لأصحابه من العلوم . والنار عبارة عما يعلمه لأصحابه . وله من هذا السخف شيء كثير ابتدعه وأتباعه يعرفون بالكيّالية وهم طائفة من فرق الرافضة .
الحرّاني الطبيب