ابن نحام بن نجدة بن معتوق الشيباني النصيبي ثم القوصي الأديب الشاعر الفاضل المحدث سمع العز الحراني ومحمد بن الحسين الخليلي واسماعيل بن هبة الله بن علي بن المليحي وغيرهم وحدث بالبخاري بقوص وكان الليل مشاركة في النحو واللغة والتاريخ والبدي والعروض والقوافي كثير المروءة ظاهر الفتوة ظريفاً لطيفاً خفيفاً له قدرة على ارتجال الحكاية المولة والشعر سريع النادرة قال كمال الدين جعفر الأدفوي : شعره في ثلاث مجلدات وكان رزقه منه يمتدح القضاة والأمراء والأكابر والتجار قال : لما جئت إلى قوص وجدت بها الشيخ تقي الدين والشيخ جلال الدين الدشنائي فترددت إليهما فقال لي كل منهما كلاماً انتفعت به فأما الشيخ تقي الدين فقال لي أنت رجل فاضل والسعيد من تموت سيئاته بموته لا تهج أحداً فما هجوتأحداً أما الشيخ جلال الدين فقال لي أنت رجل فاضل ومن أهل الحديث ومع ذلك فأشاهد عليك شيئاً ما هو ببعيد أن يكون في عقديتك شيء وكنت متشيعاً فتبت من ذلك وقال كنت مرة عند عز الدين البصراوي الحاجب بقوص فحضر الشيخ على الحريري وحكى أنه رأى درة تقرأ سورة يس فقلت وكان غراب يقرأ سورة السجدة فإذا جاء عند آية السجدة سجد ويقول سجد لك سوادي واطمأن بك فوادي ؛ وتوفي بقوص سنة سبع وسبع مائة ومن شعره : .
إذ ابتسمت من الغور البروق ... تأوه مغرم وبكى مشوق .
تذكرني العقيق وأي صب ... له صبر إذا ذكر العقيق .
ومنه : .
تذكر بالسفح باناً وظلاً ... فأجرى المدامع وبلاً وطلا .
يرجى زماناً تولى يعود ... وليس يعود زمان تولى .
كثيب تحمل ما لا يطيق ... له الصخر من ألم البين حملا .
يبيت يكابد آلامه ... وأسقامه وكما بات ظلا .
وضيع أوقاته في عسى ... وما ذا تفيد عسى أو لعلا .
ويشرب من ماء أجفانه ... على الظمأ البرح نهلاً وعلا .
ومنه : .
نعم هي دار من نهوى يقينا ... وما نخشاه ساكنها يقينا .
أينخوا في معالمها المطايا ... فديتكم لنشكو ما لقينا .
ذكرنا حلو عيش مر فيها ... وما كنا له يوماً نسينا .
وكاسات المسرة دايرات ... تحيينا شمالاً أو يميناً .
ابن تاج الخطباء القوصي .
محمد بن محمد بن أحمد جلال الدين الكندي ابن تاج الخطباء القوصي قال كمال الدين جعفر الأدفوي : سمع من لاشيخ تقي الدين القشيري وكان فقيهاً فاضلاً أديباً له نظم ونثر وخطب وكان أمين الحكم بقوص وعاقد الأنحكة وفارضاً بين الزوجين ويكتب خطا حسناً لا يماثله أحد بقوص اجتمعت به كثيراً بقوص ثم أقام بغرب قمولا فتوفى بها سنة أربع وعشرين وسبع مائة وأورد له من شعره .
أ غاية منيتي ويا مقصودي ... قد صرت من السقام كالمفقود .
إن كان بدت مني ذنوب سلفت ... هبها لكريم عفوك المعهود .
وأورد له أيضاً : .
هلي إلي وصل عزة من سبيل ... وإلى رشف ريقها السلسبيل .
غادة جردت حسام المنايا ... مصلتا من جفون طرف كحيل .
قد أصابت مقاتلي بسهام ... فوقها من جفنها المسبول .
أبرزت مبدعاً من الحسن يفدي ... بنفوس الورى بوجه جميل .
وأورد له أيضاً : .
دعوى سلامة فلبي في الهوى عجب ... وكيف يسلم من أودي به الوصب .
أضحت سلامته منكم على خطر ... لا تسلموه ففي إسلامه نصب .
شربت حبكم صرفاً على ظماء ... وكنت غراً بما تأتي به النوب .
لا يمنعكم ما قال حاسدنا ... عن الدنو فأقوال العدى كذب .
ابن الجبلى الفرجوطي .
محمد بن محمد المعروف بابن الجبلى الفرجوطي بالفاء والراء والجيم والواو والطاء المهملة له مشاركة في الفقه والفرائض ومعرفة بالقراآت وله أدب وشعر ومعرفة بحل الألغاز والأحاجي وكان ذكياً جداً جيد الإدراك خفيف الروح حسن الأخلاق كف بصره آخر عمره قال كمال الدين جعفر الأدفوي : اجتمعت به كثيراً وأنشدني من شعره وألغازه وتوفي بفرجوط في المحرم سنة سبع وثلاثين وسبع مائة وأورد له