وله ذكر في ترجمة صالح بن علي الأضخم تدل على كرم فلتطلب هناك . وقيل إنه كان مأبوناً وكان السبب في اتصال أحمد ابن أبي خالد بالمأمون أن الرشيد لما قتل جعفراً وسخط على البرامكة شخص إلى الرقة وحمل يحيى وولده الفضل إلى حبس الرقة فاتصل بأحمد خبرهما فلم يزل يحتال في الوصول إليهما إلى أن تهيّأ له ذلك . فدخل على يحيى وعرفه قصده إياهما فشكر له يحيى ذلك وقال : كنت أحب لو قصدتني وقت الإمكان لنقدر على مكافأتك . فشكر له أحمد ذلك وسأله المنّ عليه بقبول شيء حمله إليه وتضرّع له فدافعه يحيى وقال : نحن في كفاية . فألح عليه فسأله عن مقداره فقال : عشرة آلاف درهم فقال يحيى : قد قبلت ذلك ووقع موقعه فادفعه إلى هذا السجان ليصرفه في نفقاتنا . وقال له يحيى : إن حالنا لا تقوم بمكافأتك ولكني أكتب لك كتاباً إلى رجل سيقوم بأمر الخليفة الذي يملك الأمر بخراسان فأوصل كتابي إليه فإنّه يقوم بحقك . وكتب له على قريطيس أحرفاً يسيرة وطواه ووضع عليه خاتمه وقال : إذا شئت فامض مصاحباً في ستر الله . وانصرف أحمد ابن أبي خالد في شأنه . فلما تقلّد الفضل بن سهل أمر المأمون وظهر على الأمين قصد أحمد ابن أبي خالد خراسان وأوصل الكتاب إلى الفضل فلمّا قرأه استبشر وظهر السرور في وجهه وأمره بالمصير إلى منزله فلما وصلا وخلا به اعتنقه وقبّله وقال له : أنت أعظم خلق الله علّي منةً وأجلهم عندي يداً وأمر بإنزاله منزلاً يتخذ له ويفرش له وما يحتاج إليه وجهّز إليه تخوت ثياب وخمسين ألف درهم واعتذر إليه بضيق الحال . ثم إنّه وصفه للمأمون وقرّظه وأثنى عليه كثيراً وأوصله إلى المأمون ثم إنّه قلده خراسان وما وراء النهر .
قاضي الجماعة البقوي .
أحمد بن يزيد بن عبد الرحمن بن أحمد بن محمد بن مخلد بن عبد الرحمن ابن أحمد ابن الإمام بقّي بن مخلد قاضي الجماعة العلامة أبو القاسم ابن أبي الوليد القرطبي الأموي البقوي . تفرد بالرواية عن جماعة وهو آخر من حدّث في الدنيا عن شريح وآخر من روى الموطأ عن ابن عبد الحق وحدّث هو وجميع آبائه . ولي قضاة الجماعة بمراكش مضافاً إلى خطتي المظالم والكتابة العليا . فحمدت سيرته ولم تزده الرفعة إلاّّ تواضعاً ثم صرف عن ذلك كله وأقام إلى أن قلد قضاء بلده ثم صرف عنه قبل وفاته ؛ تجاوز ثمانياً وثمانين سنة . وتوفي سنة خمس وعشرين وستمائة .
أحمد بن يعقوب .
برزويه النحوي .
أحمد بن يعقوب بن يوسف أبو جعفر النحوي غلام نفطويه المعروف ببرزويه الأصبهاني . توفي سنة أربع وخمسين وثلاثمائة أخذ عن أبي خليفة الفضل بن حباب ومحمد بن العباس اليزيدي وغيرهما .
القاضي أبو المثنى .
أحمد بن يعقوب أبو المثنى القاضي . كان ممن سعى في بيعة عبد الله ابن المعتز فأخذه المقتدر وقتله صبراً ضرب عنقه . قال الصولي : وهو أول قاض قتل صبراً في الإسلام لا يعرف ذلك في دولة بني أمية ولا في دولة بني العباس قبل الذي جرى على أبي المثنى قتله مؤنس الخادم يوم الاثنين لثلاث عشرة خلت من شهر ربيع الآخر سنة ست وتسعين ومائتين .
أبو بكر النحوي .
أحمد بن يعقوب بن ناصح الأصبهاني الأديب أبو بكر النحوي ذكره الحاكم فقال : هو نزيل نيسابور وسمع بأصبهان محمد بن يحيى بن منده الأصبهاني وأقرانه . مات بنيسابور قبل الخمسين وبعد الأربعين والثلاثمائة .
وكتب عنه الحاكم وأسند إليه في كتابه حديثين .
جمال الدين ابن الصابوني .
أحمد بن يعقوب بن أحمد بن يعقوب الإمام جمال الدين أبو العباس ابن شرف الدين ابن الصابوني . مولده بدار الحديث النوريّة بدمشق سنة خمس وسبعين وستمائة . أجاز لي وتوفي C سنة إحدى وثلاثين وسبعمائة ؛ وهو من ذرية عبد المحسن بن حمود الأديب وسيأتي ذكره في موضعه إن شاء الله تعالى . وكان جمال الدين نزيل القاهرة وعني بالحديث وحصّل الأصول . أسمعه والده من ابن النجاري وطبقته وطلب بنفسه وتميّز ومهر وكان حسن المذاكرة C تعالى .
ابن شكيل الصدفي