أحمد بن مرزوق بن عبد الرّازق الزعفراني أبو المعالي . سمع الكثير وطلب بنفسه وكتب بخطه وحدث باليسير عن أحمد ابن الأخضر وأحمد بن محمد العكبري الواسطي وهبة الله بن محمد بن مخلد الأزدي وغيرهم ؛ وتوفي سنة ثمان وسبعين وأربعمائة .
الدعي المغربي .
أحمد بن مرزوق ابن أبي عمارة البجائي المغربي السلطان الدعيّ الدعي قال أنا ابن الواثق بالله أبي زكرياء يحيى بن محمد بن عبد الواحد بن عمر الهنتاتي .
سار في جيش وقصد تونس وتوثّب على صاحبها المجاهد أبي إسحاق إبراهيم ابن يحيى الهنتاني وظفر به فقبض عليه ثم ذبحه صبراً . وغلب على إفريقية وتسمى بأمير المؤمنين وقام بالوقاحة وتم أمره وعرف الناس أنّه زغل وكان سيء السيرة . فانتدب له أبو حفص عمر بن يحيى أخو المجاهد المذكور وقام معه خلق فخارت قوى الدعّي واختفى فبويع أبو حفص ولقب بالمستنصر بالله المؤيد وظفر بالدعي وعذّبه فأقر بأنّه أحمد بن مرزوق وأنّه كذب فمات تحت السياط سنة ثلاث وثمانين وستمائة تقريباً وكانت أيامه دون العامين .
أبو جعفر الأبهري .
أحمد بن المرزبان بن آذرجشنس أبو جعفر الأبهري أبهر أصبهان . سمع جزء لوين من أبي جعفر الحزوّري وتوفي سنة ثلاث وتسعين وثلاثمائة .
أحمد بن مروان .
أبو مسهر الرملي .
أحمد بن مروان المؤدب أبو مسهر من أهل الرملة . كان في أيام المتوكل وكان عالماً باللّغة وهو القائل : .
غيث وليث فغيث حين تسأله ... عرفاً وليث لدى الهيجاء ضرغام .
يحيا الأنام به في الجذب إن قحطوا ... جوداً وتشقى به يوم الوغى الهام .
حالان ضدّان مجموعان فيه فما ... ينفكُّ بينهما بؤسي وإنعام .
كالمزن تجتمع الحالات فيه معاً ... ماء ونار وإرهام وإضرام .
نصر الدولة صاحب ميافارقين .
أحمد بن مروان بن دوستك الكردي الحميدي نصر الدولة صاحب ميافارقين ودياربكر . ملك البلاد بعد قتل أخيه أبي سعيد منصور في قلعة الهتّاخ قيل إنّه الذي قتل أخاه وكان رجلاً مسعوداً عالي الهمة حسن السياسة كثير الحزم قضى من اللذات وبلغ من السعادة ما يقصّر عنه الوصف ونقل ابن الأزرق في تاريخه أنّه لم يصادر أحداً في أيامه غير شخص واحد وقصّ قصةً لا حاجة إليها وأنه لم تفته صلاة الصبح مع انهماكه في اللذات . وكان له ثلاثمائة وستون جارية يخلو كل ليلة من السنة مع واحدة منهن ولا تعود النوبة إليها إلا بعد سنة . وقسم أوقاته في مصالح دولته ولذاته والاجتماع بأهله وألزمه وخلف أولاداً كثيرة وقصده شعراء عصره ومدحوه ووزر له الوزير أبو القاسم المغربي مرتين وفخر الدولة ابن جهير وهما وزيرا خليفتين وتوفي سنة ثلاث وخمسين وأربعمائة قتل في قصره بالسدلي وعاش سبعاً وسبعين سنة وكانت إمارته اثنتين وخمسين سنة قال سبط ابن الجوزي في المرآة : وكان عنده الحبل الياقوت الأحمر الذي كان لبني بويه وأنفذه إلى طغرلبك مع هدايا كثيرة تساوي ثلاثمائة ألف دينار ومع مائة ألف دينار عيناً . وكان مدارياً إذا قصده عدو يقول : كم مقدار ما ينفق لرده ؟ فإذا قيل : مائة ألف دينار مثلاً بعث بها إلى العدو فيدفع شره ويأمن على عسكره من المخاطرة . وتزوج عدة من بنات الملوك وكان في قصره ثلاثة آلاف جارية عمالات يبلغ شرى الجارية الواحدة من ألف دينار إلى خمسة عشر ألف دينار . وملك خمسمائة سرية سوى توابعهن وخمسمائة خادم وكان في مجلسه من الأواني والآلات والجواهر ما يزيد على مائتي ألف دينار . ورخصت الأسعار في زمانه وتظاهر الناس بالأموال ووفد إليه الشعراء وسكن عنده العباد وبلغه أن الطيور تخرج من الجبال إلى القرى في الشتاء فتصاد فأمر بفتح الأهراء وأن يحمل إليها من الأهراء ما يشبعها وكانت الطيور في ضيافته طول عمره ولا يتجاسر أحد أن يصيد طيراً . وقيل لبعض أصحابه : إن أيام نصر الدولة كانت ثلاثاً وخمسين سنة فقال : لا بل مائة وست سنين فقيل له : وكيف ؟ قال : لأن لياليه كانت أحسن من أيامه