شدّوا المطّي وقد نالوا المنى بمنّى ... وكلّهم بأليم الشوق قد باحا .
سارت ركائبهم تندى روائحها ... طيباً بما طاب ذاك الوفد أشباحا .
نسيم قبر النّبي المصطفى لهم ... روح إذا شربوا من ذكره راحا .
يا واصلين إلى المختار من مضرٍ ... زرتم جسوماً وزرنا نحن أرواحنا .
إنّا أقمنا على عذرٍ وعن قدرٍ ... ومن أقام على عذرٍ كمن راحا .
وأورد له ابن الأبّار في تحفة القادم : .
تمشّى والعيون له سوامٍ ... وفي كلّ النفوس إليه حاجه .
وقد ملئت غلاثله شعاعاً ... كما ملئت من الخمر الزجاجه .
ولابن العريف أيضاً إيراد ابن الأبار : .
إذا نزلت بساحتك الرّزايا ... فلا تجزع لها جزع الصبيّ .
فإنَّ لكلّ نازلةٍ عزاءً ... بما قد كان من فقد النبي .
وأورد له أيضاً : .
إن لم أمت شوقاً إليك فإنني ... سأموت شوقاً أو أموت مشوقا .
ألبستني ثوب الضنى فعشقته ... من ذا رأي قبلي ضنّى معشوقا .
لا قرّ قلبي في مقرّ جوانحي ... إن لم يطر قلبي إليك خفوقا .
وبرئت من عيني إذا هي لم تدع ... للدمع في مجرى الدموع طريقا .
بحلاوة الإخلاص جد لي بالرّضى ... إنّي رأيتك بالعباد رفيقا .
وأورد له أيضاً : .
قفا وقفةً بين المحصّب والحمى ... نصافح بأجفان العيون المغانيا .
ولا تنسيا أن تسألا سمر اللّوى ... متى بات من سمر الأسنّة عاريا .
فعهدي به والماء ينساب فوقه ... سماءً وماء الورد ينساب واديا .
كأنَّ فؤادي في فم الليث كلّما ... رأيت سنا برق الحمى أو آنيا .
أقام على أطلالهم ضوء بارقٍ ... من الحسن لا يبقي على الأرض ساليا .
سلام على الأحباب تحدوه لوعةٌ ... من الشوق لم يفقد من البين حاديا .
قلت : شعر جيد .
شهاب الدين الكركي .
أحمد بن محمد بن مكيال الأديب الأمير العلاّمة شهاب الدين الربعي الكركي له تصانيف ونظم ونثر ويد طولى في العربية وكان من أعيان الجند توفي سنة خمس وسبعين وستمائة .
وزير المتقي لله .
احمد بن محمد بن ميمون بن هارون بن مخلد بن أبان أبو الحسين الكاتب . ولي الوزارة للمتقي لله إبرهيم بن المقتدر يوم الأحد لثلاث خلون من شعبان سنة تسع وعشرين وثلاثمائة فأقام وزيراً ثلاثة وثلاثين يوماً عمل فيها أعمالاً عظيمة واستخرج من أموال بجكم ألف ألف دينار ومائتي ألف دينار . ودخل أبو عبد الله اليزيدي بغداذ فقبض عليه يوم السبت لست خلون من شهر رمضان من السنة ونفذ إلى البصرة فاعتقل بها إلى أن مات يوم الأربعاء ثامن عشر المحرم سنة ثلاثين وثلاثمائة وحمل في تابوت إلى بغداذ .
الواثقي صاحب الشرطة