فلاحت كالخرايد يزدهيها ... حلى الحسن أو حسن الحلى .
بأبهج من كلامك حين تفتى ... سؤالاً بالبديه أو الروى .
وكتبت له استدعاء بإجازة منه لي نسخته : المسؤل من إحسان سيدنا الشيخ الإمام العالم العلامة الكامل جامع شتات الفضائل وأرث علوم الأوائل حجة المناظرين سيف المتكلمين : .
سباق غايات الورى في بحثه ... فالبرق يسري في السحاب بحثه .
ويهب منه بالصواب صباً لها ... برد على الأكباد ساعة نفثه .
ويضوع من تلك المباحث ما يرى ... أشهى من المسك السحيق وبثه .
المتكلم الذي ذهلت بصائر أولي المنطق نحوه وانتجت مقدماته المطلوب عنوة ووقف السيف عند حده فما للآمدي في مداه خطوة وحاز رتب النهاية فما لأبي المعالي بعدها حظوة فهو الزاري على الرازي لأن قطب علومه من مصره ومحصوله ذهب قبل دخول أوانه وعصره والفقيه الذي رفع لصاحب الموطأ أعلام مذهبه مذهبة فمالك عنه رضوان وأسفر وجوه اختياره خالية من كلف التكلف حالية بالدليل والبرهان وأبرزها في حلاوة عبارته فهو جلاب الجلاب وأظهر الأدلة من مكامن أماكنها وطالما جمحت تلك الأوابد على الطرب والنحوي الذي تركت لمعه الخليل أخفش وأعربت الكسائي ثوب فخره الذي بهربه سيبويه وأدهش فأبعد ابن عصفور حتى طار عن مقربه وأمات ابن يعيش لما أخلق مذهب مذهبه والأديب الذي هو روض جمع زهر الآداب وحبر قلد العقد أجياد فنه الذي هو لب الألباب وكامل أخذ كتاب الأدب عنه أدب الكتاب فإذا نظم قلت هذا الدراري في إبراجها تنسق أو خلت الدرر تتنضد في أزدواجها وتنتسق أو نثر فالزهر يتطلع من كمامه غب عمامه والفات غصون ترنح معاطفها لحمائم همزة التي هي كهمز حمامه والطبيب الذي تحلى منه بقراط بأقراط وسقط عن درجته سقراط فالفارابي ألقاه رابياً وابن مسكويه امسك عنه محاشياً لا محابياً وابن سينا انطبق قانونه على جميع جزئياته وكلياته وطلب الشفاه والنجاة من إشاراته وتنبيهاته فلو عالج نسيم الصبا لم اعتل في سحره أو الجفن المريض لزانه وزاد من حوره ركن الدين أبي عبد الله محمد بن محمد بن عبد الرحمن الجعفري المالكي : .
لا زال روض العلم من فضله ... في كل وقت طيب النشر .
وكل ما يبدعه للورى ... تطويه في الأحشاء للنشر .
وتزدهي الدنيا بما حازه ... حتى ترى دائمة البشر .
إجازة كاتب هذه الأحرف ما له من مقول منظوم أو منثور وضع أو تأليف جمع أو تصنيف إلى غير ذلك على اختلاف الأوضاع وتباين الأجناس والأنواع وذكرت أشياء مذكورة في الاستدعاء .
فأجاب بخطه C تعالى : يقول العبد الفقير إلى رحمة ربه وعفوه عما تعاظم من ذنبه محمد بن محمد بن عبد الرحمن القرشي الجعفري المعروف بابن القوبع بعد حمد الله ذي المجد والسناء والعظمة والكبرياء الأول بلا ابتداء والآخر بلا انتهاء خالق الأرض والسماء وجاعل الإصباح والإمساء والشكر له على ما من به من تضاعف الآلاء وترادف النعماء نحمده ونذكره ونعبده ونشكره لتفرده باستحقاق ذلك وتوفر ما يستغرق الحمد والشكر هناك مع ما خصنا به من العلم وأضاء به بضيائها من نور الفهم ونصلي على نبيه محمد سيد العرب والعجم وعلى آله وأصحابه الذين فازوا من كل فضل بعظم الحظ ووفور القسم أجزت لفلان وذكرني : .
جماع أشتات الفضائل والذي ... سبق السراع ببطئه وبمكثه .
فكأنهم يتعثرون بجدول ... ويسير في سهل الطريق وبرثه .
أذري بسحب بيانهم في هطلها ... فيما يبين بطله وبدنه .
جميع ما يجوز لي أن أرويه مما رويته امرأة أصناف المرويات أو قلته نظماً أو نثراً أو اخترعته من مسألة علمية مفتتحاً أو اخترته من أقوال العلماء واستنبطت الدليل عليه مرجحاً مما لم أصنعه في تصنيف ولا أجمعه في تأليف على شرط ذلك عند أهل الأثر : .
وقفه الله لما يرتضي ... في القول والفعل وما يدري .
وزاده فضلاً إلى فضله ... بما به يأمن في الحشر .
فهذه الدار بما تحتوي ... دار أذى ملأى من الشر