أحمد بن محمد بن عمر بن عبيد الله الأزجي أبو بكر المؤدب البغداذي ؛ تفقّه بالمدرسة الكمالية على أبي القاسم الفراتي الضرير غلام ابن الخلّ وسمع الحديث الكثير من ابن كليب وأبي القاسم ذاكر بن كامل ويحيى بن بوش وأمثالهم . وسافر إلى الموصل وصحب شيخها عبد القادر الرُّهاوي وكتب بخطه كثيراً وتوفي سنة عشر وستمائة . ومن شعره : .
أحبّة قلبي طال شوقي إليكم ... وعزَّ دوائي ثم لم يبق لي صبر .
أحنُّ إليكم والحنين يذيبني ... وأشتاقكم عمري وينصرم العمر .
فوالله ما اخترت البعاد ملالةً ... ولا عن قلًى يا سادتي فلي العذر .
ولكن قضى ربي بتشتيت شملنا ... له الحمد فيما قد قضى وله الشكر .
فصبراً لعلّ الله يجمع بيننا ... نعود كما كنا ويصفو لنا الدهر .
قلت : شعر ساقط .
ابن ورد المغربي .
أحمد بن محمد بن عمر أبو القاسم التميمي المرّي المعروف بابن ورد . كان فقيهاً حافظاً متقناً قال بعضهم : كان من بحور العلم بالأندلس شرح البخاري وتوفي سنة أربعين وخمسمائة . قال ابن الأبّار في تحفة القادم : سمعت الحافظ أبا الربيع ابن سالم يقول سمعت أبا الخطاب ابن الحسن هو ابن الجميَّل يقول سمعت أبا موسى عيسى بن عمران - يعني قاضي الجماعة - يقول : لم يكن بالأندلس مثل أبي القاسم ابن ورد .
ولا أحاشي من الأقوام من أحد .
وأورد له ابن الأبار : .
سكنى الفنادق ذلُّ ... والبيت منه أذلُّ .
فإن دفعت إليها ... فحجرةٌ لا أقل .
وأورد له : .
كلّ خلٍّ صحبته ... من ذوي المجد والعلى .
أنا منه بواحدٍ ... من عظيمين مبتلى .
باصطبارٍ على الأذى ... أو فراقي على القلى .
واعتبر حال من دنا ... منهم بالذي علا .
ودع الناس كلّهم ... تعف من فادح البلى .
غير تسليمه اللّقا ... والذي بعدها فلا .
هاكها من مجرَّبٍ ... فاغتنمها معجَّلا .
وأورد له في ابن صغير : .
فلذة كبدي أمسّها بيدي ... يقول إن حاول الكلام أغ .
لو جمع الواصفون أن يصفوا ... مقدار حبي له لّما بلغوا .
وقال ابن الأبار : حدثني أبو الربيع ابن سالم بلفظه ثم بقراءتي عليه قال : حدثني أبو عبد الله ابن أبي عمر هو ابن عبّاد عن أبيه قال حدثني أبو بكر ابن إبراهيم بن نجاح الواعظ قال : دخلنا على أبي القاسم ابن ورد عائدين له في مرضه الذي توفي فيه فسألناه عن حاله فأنشد بعدما استند لنفسه : .
عشر الثمانين وعمر طويل ... لم يبق للصحبة إلاّ القليل .
لا تحسبوني ثاوياً فيكم ... فقد دنا الموت وآن الرحيل .
البخاري الحنفي أبو القاسم .
أحمد بن محمد بن عمر العلاّمة الزاهد زين الدين أبو القاسم البخاري العتّابي من محلة عتّاب ببخارا ؛ كان من كبار الحنيفة صنّف " الجامع الكبير " والزيادات وتفسير القرآن . ومات في سنة ست وثمانين وخمسمائة .
الصاحب كمال الدين ابن شيخ الشيوخ الشافعي .
أحمد بن محمد بن عمر بن علي بن محمد بن حمّويه الصاحب الجليل مقدم الجيوش الصالحية كمال الدين أبو العباس ابن الشيخ الإمام شيخ الشيوخ صدر الدين أبي الحسن الجويني ثم الدمشقي الصوفي الشافعي . ولد بدمشق سنة أربع وثمانين وأجاز له الخشوعي وغيره . درّس بمدرية الشافعي وبالناصرية المجاورة للجامع العتيق ومشيخة الشيوخ ودخل في أمور الدولة وكان نافذ الكلمة هو وإخوته . وخرج من الديار المصرية بالعساكر محاصراً للصالح إسماعيل بدمشق فأدركه أجله بغزَّة سنة أربعين وستمائة وكان أخوه معين الدين وزير الصالح يومئذ . وفي العام الماضي جرد الصالح نجم الدين عسكراً عليهم كمال الدين لحرب الناصر داود فالتقاه بجبل القدس واقتتلوا أشد قتال فانكسر المصريون وأسر الناصر جماعة منهم كمال الدين ثم إنه منّ عليهم وأطلقهم وفي المرة الأخرى مات بغزة ودفن بها في التاريخ .
ضياء الدين القرطبي