- وأخيرا عاد أسامة من غزوته وأصبحت المدينة في مأمن من الخطر ووزع أبو بكر الغنائم على الناس وقد نال أبو بكر ما أراد من إرسال أسامة واعتقد العرب بقوة المسلمين . ثم إن أبا بكر استفاد من الفرصة التي سنحت له بطرد المرتدين من ذي القصة إلى الربذة ( 1 ) واستخلف أسامة على المدينة وقال له ولجنده استريحوا وأريحوا ظهوركم ثم خرج في الذين خرج معهم إلى ذي القصة وهم قوة صغيرة . فقال له المسلمون : ننشدك الله يا خليفة رسول الله ألا تعرض نفسك فإنك إن تصب لم يكن للناس نظام ومقامك أشد على العدو فابعث رجلا فإن أصيب أمرت آخر . فقال : ( لا والله لا أفعل ولأواسينكم بنفسي ) .
سار أبو بكر إلى ذي حسى وذي القصة حتى نزل بالأبرق ( 2 ) فاقتتلوا فهزم الحارث وعوف وأخذ الحطيئة أسيرا فطارت عبس وبنو بكر وأقام أبو بكر على الأبرق أياما وغلب على بني ذبيان وبلادهم وحماها لدواب المسلمين وصدقاتهم . ولما انهزمت عبس وذبيان رجعوا إلى طليحة وهو ببزاخة ( 3 ) وكان رحل من سميراء إليها فأقام عليها وعاد أبو بكر إلى المدينة .
_________ .
( 1 ) الربذة : من قرى المدينة على ثلاثة أميال وبها قبر أبي ذر وجماعة من الصحابة .
( 2 ) موضع كان من منازل بني ذبيان .
( 3 ) بزاخة : ماء لبني أسد بأرض