- لما مثل عمرو بن عبد المسيح أمام خالد قال له خالد : .
- كم أتى عليك ؟ .
- مئون من السنين .
- فما أعجب ما رأيت ؟ .
- رأيت القرى منظومة ما بين دمشق والحيرة تخرج المرأة من الحيرة فلا تزود إلا رغيفا ( 1 ) فتبسم خال وقال : .
- هل لك من شيخك إلا عمله . خرفت والله يا عمرو . ثم أقبل على أهل الحيرة وقال : ألم يبلغني أنكم خبثة خدعة مكرة فما لكم تتناولون حوائجكم بخرف ( 2 ) لا يدري من أين جاء ؟ فتجاهل له عمرو وأحب أن يريه من نفسه ما يعرف به عقله ويستدل به على صحة ما حدث به فقال : .
- وحقك أيها الأمير إني لأعرف من أين جئت .
- فقال : من أين جئت .
- فقال عمرو : أقرب أم أبعد ؟ .
- ما شئت .
- من بطن أمي .
- فأين تريد ؟ .
- أمامي .
- وما هو ؟ .
- الآخرة .
- فمن أين أقصى أثرك .
- من صلب أبي .
- ففيم أنت ؟ .
- في ثيابي .
- أتعقل ؟ .
- إي والله وأقيد .
- إنما أسألك .
- فأنا أجيبك .
- أسلم أنت أم حرب ؟ .
- بل سلم .
- فما هذه الحصون ؟ .
- بنيناها للسفيه نحسبه حتى ينهاه الحليم .
- قتلت أرض جاهلها . وقتل أرض عالمها والقوم أعلم بما فيهم .
- فقال عمرو : أيها الأمير النملة أعلم بما في بيتها من الجمل بما في بيت النمل .
_________ .
( 1 ) أي لأنهخا لا تعدم ما تأكله في طريقها لقرب القرى من بعضها مع المسافة بين دمشق والحيرة ولكرم الأهلين .
( 2 ) برجل فاسد العقل لكبر سنه