ذلك من العلوم الرياضية مثل كتاب شجاع بن أسلم في الجبر والمقابلة وغيره .
وكان بي من الشغف بهذه العلوم والعشق لها ما يلهيني عن المطعم والمشرب إذا فكرت في بعضها .
فخلوت بنفسي في بيت مدة وحللت جميع تلك الكتب وشرحتها ورددت على من أخطأ من واضعيها وأظهرت أغلاط مصنفيها وعزمت على ماعجزوا عن تصحيحه وتحقيقه وأزريت على إقليدس في ترتيب أشكال كتابه بحيث أمكنني إذا غيرت نظام أشكاله أن استغنى عن عدة منها لا يبقى إليها حاجة .
بعد أن كان كتاب إقليدس معجزا لسائر المهندسين إذ لم يحدثوا أنفسهم بتغيير نظام أشكاله ولا بالاستغناء عن بعضها كل ذلك في هذه السنة أعنى الثامنة عشرة من مولدي .
واتصلت تصانيفي في هذه العلوم منذ تلك السنة وإلى الآن وفتح الله علي كثيرا مما ارتج على من سبقني من الحكماء المبرزين فدونت ذلك لينتفع به من يقع إليه