من التوراة حتى صار كتابا بديعا لم يعمل في الإسلام مثله في مناظرة اليهود البتة .
وأما المنام الأول والمنام الثاني فإني لم أذكرهما للصاحب ولا لغيره من أهل مراغة إلى انقضاء أربع سنين من أوان رؤيتهما .
وكان ذلك لشيئين .
أحدهما .
أني كرهت أن أذكر أمرا لا يقوم عليه البرهان فربما يسرع خاطر من يسمعه إلى تكذيبه لأنه أمر نادر قليلا ما يتفق إذا كان العاقل يكره أن يعرض كلامه للتكذيب سرا أو علانية .
والثاني .
أني كرهت أن يصل خبر المنامين إلى من يحسدني في البلاد على ما فضلني الله به من العلم والحرمة فيجعل ذلك طريقا إلى التشنيع علي والإزراء على مذهبي فيقول .
إن فلانا ترك دينه لمنام رآه وانخدع لأضغاث أحلام .
فأخفيت ذلك إلى أن اشتهر كتاب إفحام اليهود وكثرت نسخه وقرأه على جماعة كثيرة من الناس