وكان قد ابتلى بمرض قد عافاه الله منه ولى به أنس متقدم .
فدخلت إليه في أوائل نهار الجمعة المذكور يومئذ وعرفته أن الله قد رفع الحجاب عني وهداني فما أعظم استبشاره يومئذ بذلك .
وقال .
الله إن هذا الأمر مازلت أتمناه وأترجاه وطالما قد حاورت قاضي القضاة صدر الدين في ذلك وكنا جميعا نتأسف على علومك وفضائلك أن لا تكون إسلامية فالحمد لله على ما ألهمك به من صلاح وهداية وعلى استجابته دعاءنا في ذلك .
فقل لي .
كيف فتح الله ذلك عليك وسهله بعد إرتاجه وامتناعه .
فقلت ذلك أمر أوقعه الله في نفسي بالإلهام والفكر ودليله العقلي وبرهانه قد كنت قديما أعرفه ودليله في التوراه إلا أني كنت أراقب أبي وأكره أن أفجعه بنفسي تذمما من الله تعالى والآن قد زالت عني هذه الشبهة مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله .
فقام الصاحب لفرط سروره قائما واهتز فرحا وكان قبل ذلك لا يقوم إلا بالتكلف وغاب عني واستجلسني إلى عودته وأفاض علي من الملابس أجلها وحملني من المراكب على أنبلها وأمر خواصه بالسعي إلى الجامع بين يدي