ثم أشرفت على صحن الدار وكان مقابل الدهليز مجلس طويل وعن يسرة الداخل مجلس آخر وليس في الدار غير هذين المجلسين .
وفي كل واحد من المجلسين رجلان لا أحقق الآن صور أولئك الرجل إلا أني أظن أكثرهم كانوا شبانا لكنهم كانوا كالمتهيئين للسفر .
فمنعهم من يلبس ثيابا للسفر وأسلحتهم قريبة منهم ورأيت رسول الله قائما فيما بين المجلسين أعني في الزاوية التي في ذلك الركن من أركان الصحن وكأنه قد كان في شغل وقد فرغ منه وانقلب عنه ليشرع في غيره ففجأته بالدخول عليه قبل شروعه في غيره .
وكان لا بسا ثيابا بيضا وعمامته معتدلة اللطافة وعلى عنقه رداء أبيض حول عنقه وهو معتدل القامة نبيل جسيم معتدل اللون بين البياض والحمرة واليسير من السمرة أسود الحاجبين والعينين وشعر محاسنه نصف كأنه شعره وشعره ومحاسنه أيضا معتدلة بين الطول والقصر .
ولما دخلت عليه ورأيته التفت إلى ورآني فأقبل علي مبتسما وهش إلى جدا .
فذهلت لهيبته عما كنت قد عزمت عليه من السلام فسلمت سلاما خاصا فقلت السلام عليك يا رسول الله ورحمة الله وبركاته .
وألغيت الجماعة فلم ألتفت ببصري وقلبي إلا إليه