فإن هو أدعى ذلك فهو محال لأن عمره لا يفي لمطالعة جميع ما أصله سائر أصحاب المذاهب والأديان ولعله لو سئل عن حقيقة دين المجوس والثنوية والبراهمة لما كان قيما بعلوم مذهبهم وأيضا فإن الملة التي قد انتقل إليها هي على مذاهب كثيرة فإلى أيها انتسب وأيها اختار .
فإن كان إلى الآن غير منتسب إلى أحدها فهو إلى الآن غير مسلم .
وإن كان قد رجح أحد المذاهب فبأي طريق .
إن ادعى البرهان استحال ذلك لأنه يلزم منه أن يكون قد اطلع على سائر كلام أصحاب الشافعي وابن حنيفة ومالك وأحمد .
وإن كان قد رجح أحد المذاهب استحسانا وهوى أو تقليدا فذلك مما لا يليق بالعلماء والحكماء .
وحينئذ يرتفع عنهم الملك .
ورأى سيدنا الإمام الحبر في تأمل ذلك والإجابة عنه أعلى