عن المسجد الذي بناه الصديق بمكة عند باب داره يتعبد فيه ويصلي لأن ذاك كان لخاصة نفسه لم يكن للناس عامة والله أعلم وقد تقدم اسلام سلمان في البشارات أن سلمان الفارسي لما سمع بقدوم رسول الله A الى المدينة ذهب اليه وأخذ معه شيئا فوضعه بين يديه وهو بقباء قال هذا صدقة فكف رسول الله A فلم يأكله وأمر أصحابه فأكلوا منه ثم جاء مرة أخرى ومعه شيء فوضعه وقال هذه هدية فأكل منه وأمر أصحابه فاكلوا تقدم الحديث بطوله فصل .
في اسلام عبد الله بن سلام .
قال الامام احمد حدثنا محمد بن جعفر ثنا عوف عن زرارة عن عبد الله بن سلام قال لما قدم رسول الله A المدينة انجفل الناس فكنت فيمن انجفل فلما تبينت وجهه عرفت أنه ليس بوجه كذاب فكان أول شيء سمعته يقول افشوا السلام وأطعموا الطعام وصلوا بالليل والناس نيام تدخلوا الجنة بسلام ورواه الترمذي وابن ماجه من طرق عن عوف الاعرابي عن زرارة ابن أبي أوفى به عنه وقال الترمذي صحيح ومقتضى هذا السياق يقتضي أنه سمع بالنبي A ورآه أول قدومه حين اناخ بقباء في بني عمرو بن عوف وتقدم في رواية عبد العزيز بن صهيب عن أنس أنه اجتمع به حين أناخ عند دار أبي أيوب عند ارتحاله من قباء إلى دار بني النجار كما تقدم فلعله رآه أول ما رآه بقباء واجتمع به بعد ما صار إلى دار بني النجار والله أعلم وفي سياق البخاري من طريق عبد العزيز عن أنس قال فلما جاء النبي A جاء عبد الله بن سلام فقال أشهد أنك رسول الله وأنك جئت بحق وقد علمت يهود اني سيدهم وابن سيدهم وأعلمهم وابن اعلمهم فادعهم فسلهم عني قبل أن يعلموا أني قد اسلمت فانهم إن يعلموا أني قد اسلمت قالوا في ما ليس في فارسل نبي الله A إلى اليهود فدخلوا عليه فقال لهم يا معشر اليهود ويلكم اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أني رسول الله حقا وأني جئتكم بحق فاسلموا قالوا ما نعلمه قالوا [ ذلك ] للنبي A قالها ثلاث مرات قال فأي رجل فيكم عبد الله بن سلام قالو ذاك سيدنا وابن سيدنا وأعلمنا وابن أعلمنا قال أفرأيتم إن أسلم قالوا حاش لله ما كان ليسلم قال يا ابن سلام اخرج عليهم فخرج فقال يا معشر يهود اتقوا الله فوالله الذي لا إله إلا هو إنكم لتعلمون أنه رسول الله وأنه جاء بالحق فقالوا كذبت فاخرجهم رسول الله A هذا لفظه وفي رواية فلما خرج عليهم شهد شهادة