لاسلام كثير منهم وكان سراقة أمير بني مدلج ورئيسهم فكتب أبو جهل لعنه الله إليهم ... بني مدلج إني أخاف سفيهكم ... سراقة مستغو لنصر محمد ... عليكم به ألا يفرق جمعكم ... فيصبح شتى بعد عز وسؤدد ... .
قال فقال سراقة بن مالك يجيب أبا جهل في قوله هذا .
... ابا حكم والله لو كنت شاهدا ... لأمر جوادي إذ تسوخ قوائمه ... عجيب ولم تشكك بأن محمدا ... رسول وبرهان فمن ذا يقاومه ... عليك فكف القوم عنه فإنني ... أخال لنا يوما ستبدو معالمه ... بأمر تود النصر فيه فإنهم ... وإن جميع الناس طرا مسالمه ... .
[ وذكر هذا الشعر الاموي في مغازيه بسنده عن أبي اسحاق وقد رواه أبو نعيم بسنده من طريق زياد عن ابن اسحاق وزاد في شعر أبي جهل أبياتا تتضمن كفرا بليغا ] .
وقال البخاري بسنده إلى ابن شهاب فأخبرني عروة بن الزبير أن رسول الله A لقي الزبير في ركب من المسلمين كانوا تجارا قافلين من الشام فكسى الزبير رسول الله A وأبا بكر ثياب بياض وسمع المسلمون بالمدينة بمخرج رسول الله A من مكة فكانوا يغدون كل غداة إلى الحرة فينتظرونه حتى يردهم حر الظهيرة فانقلبوا يوما بعد ما أطالوا انتظارهم فلما أووا إلى بيوتهم اوفى رجل من اليهود على أطم من آطامهم لأمر ينظر اليه فبصر برسول الله A واصحابه مبيضين يزول بهم السراب فلم يملك اليهودي أن قال بأعلا صوته يا معشرالعرب هذا جدكم الذي تنتظرون فثار المسلمون الى السلاح فتلقوا رسول الله A بظهر الحرة فعدل بهم ذات اليمين حتى نزل بهم في بني عمرو بن عوف وذلك يوم الاثنين من شهر ربيع الاول فقام أبو بكر للناس وجلس رسول الله A صامتا فطفق من جاء من الانصار ممن لم ير رسول الله A يحيي أبا بكر حتى أصابت الشمس رسول الله A فأقبل ابو بكر حتى ظلل عليه بردائه فعرف الناس رسول الله A عند ذلك فلبث رسول الله A في بني عمرو بن عوف بضع عشرة ليلة وأسس المسجد الذي أسس على التقوى وصلى فيه رسول الله A ثم ركب راحلته وسار يمشي معه الناس حتى بركت عند مسجد رسول الله A بالمدينة وهو يصلي فيه يومئذ رجال من المسلمين وكان مربدا للتمر لسهيل وسهل غلامين يتيمين في حجر اسعد بن زرارة فقال رسول الله A حين بركت به راحلته هذا إن شاء الله المنزل ثم دعا A الغلامين فساومهما بالمربد ليتخذه مسجدا فقالا بل نهبه لك