وأنتم إذا ما حصل الناس جوهر ... لكم سرة البطحاء شم الارانب ... تصونون أنسابا كراما عتيقة ... مهذبة الأنساب غير أشائب ... يرى طالب الحاجات نحو بيوتكم ... عصائب هلكى تهتدي بعصائب ... لقد علم الاقوام أن سراتكم ... على كل حال خير أهل الجباجب ... وأفضله رأيا وأعلاه سنة ... وأقوله للحق وسط المواكب ... فقوموا فضلوا ربكم وتمسحوا ... بأركان هذا البيت بين الأخاشب ... فعندكم منه بلاء ومصدق ... غداة أبي يكسوم هادي الكتائب ... كتيبته بالسهل تمشي ورجله ... على القاذفات في رءوس المناقب ... فلما أتاكم نصر ذي العرش ردهم ... جنود المليك بين ساف وحاصب ... فولوا سراعا هاربين ولم يؤب ... إلى أهله ملحبش غير عصائب ... فان تهلكوا نهلك وتهلك مواسم ... يعاش بها قول امرئ غير كاذب ... .
وحرب داحس الذي ذكرها أبو قيس في شعره كانت في زمن الجاهلية مشهورة وكان سببها فيما ذكره أبو عبيد معمر بن المثنى وغيره أن فرسا يقال لها داحس كانت لقيس بن زهير بن جذيمة ابن رواحة الغطفاني أجراه مع فرس لحذيفة بن بدر بن عمرو بن جؤبة الغطفاني أيضا يقال لها الغبراء فجاءت داحس سابقا فأمر حذيفة من ضرب وجهه فوثب مالك بن زهير فلطم وجه الغبراء فقام حمل بن بدر فلطم مالكا ثم أن أبا جنيدب العبسي لقي عوف بن حذيفة فقتله ثم لقي رجل من بني فزارة مالكا فقتله فشبت الحرب بين بني عبس وفزارة فقتل حذيفة بن بدر وأخوه حمل ابن بدر وجماعات آخرون وقالوا في ذلك أشعارا كثيرة يطول بسطها وذكرها .
قال ابن هشام وأرسل قيس داحسا والغبراء وأرسل حذيفة الخطار والحنفاء والاول أصح قال وأما حرب حاطب بن الحارث بن قيس بن هيشة بن الحارث بن أمية بن معاوية بن مالك بن عوف بن عمرو بن عوف بن مالك بن الاوس كان قتل يهوديا جارا للخزرج فخرج اليه زيد بن الحارث بن قيس بن مالك بن أحمر بن حارثة بن ثعلبة بن كعب بن مالك بن كعب بن الخزرج ابن الحارث بن الخزرج وهو الذي يقال له ابن قسحم في نفر من بني الحارث بن الخزرج فقتلوه فوقعت الحرب بين الاوس والخزرج فاقتتلوا قتالا شديدا وكان الظفر للخزرج وقتل يومئذ الأسود بن الصامت الاوسي قتله المجذر بن ذياد حليف بني عوف بن الخزرج ثم كانت بينهم حروب