الله عنهم وأرضاهم وتقدم الكلام على ايمان ورقة بن نوفل بما وجد من الوحي ومات في الفترة Bه فصل .
( في منع الجان ومردة الشياطين من استراق السمع حين أنزل القرآن لئلا يختطف أحدهم منه ولو حرفا واحدا فيلقيه على لسان وليه فيلتبس الأمر ويختلط الحق ) .
فكان من رحمةالله وفضله ولطفه بخلقه أن حجبهم عن السماء كما قال الله تعالى إخبارا عنهم في قوله وإنا لمسنا السماء فوجدناها ملئت حرسا شديدا وشهبا وانا كنا نقعد منها مقاعد للسمع فمن يستمع الآن يجد له شهابا رصدا وأنا لا ندري أشر أريد بمن في الأرض أم أراد بهم ربهم رشدا وقال تعالى وما تنزلت به الشياطين وما ينبغي لهم وما يستطيعون إنهم عن السمع لمعزولون قال الحافظ أبو نعيم حدثنا سليمان بن أحمد وهو الطبراني حدثنا عبد الله بن محمد ابن سعيد بن أبي مريم حدثنا محمد بن يوسف الفريابي حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد ابن جبير عن ابن عباس قال كان الجن يصعدون إلى السماء يستمعون الوحي فاذا حفظوا الكلمة زادوا فيها تسعا فاما الكلمة فتكون حقا وأما ما زادوا فتكون باطلا فلما بعث النبي A منعوا مقاعدهم فذكروا ذلك لإبليس ولم تكن النجوم يرمى بها قبل ذلك فقال لهم إبليس هذا لأمر قد حدث في الأرض فبعث جنوده فوجدوا رسول الله A قائما يصلي بين جبلين فاتوه فاخبروه فقال هذا الأمر الذي قد حدث في الأرض وقال أبو عوانة عن أبي بشر عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال انطلق رسول الله A وأصحابه عامدين الى سوق عكاظ وقد حيل بين الشياطين وبين خبر السماء وأرسلت عليهم الشهب فرجعت الشياطين إلى قومهم فقالوا ما لكم قالوا حيل بيننا وبين خبر السماء وأرسلت علينا الشهب فقالوا ما ذاك إلا من شيء حدث فاضربوا مشارق الأرض ومغاربها فمر النفر الذين أخذوا نحو تهامة وهو بنخل عامدين إلى سوق عكاظ وهو يصلي بأصحابه صلاة الفجر فلما سمعوا القرآن استمعوا له فقالوا هذا الذي حال بيننا وبين خبر السماء فرجعوا إلى قومهم فقالوا ( يا قومنا إنا سمعنا قرآنا عجبا يهدي إلى الرشد فآمنا به ولن نشرك بربنا أحدا ) فأوحى الله إلى نبيه A قل أوحي إلي أنه استمع نفر من الجن الآية أخرجاه في الصحيحين وقال أبو بكر بن أبي شيبة حدثنا محمد بن فضيل عن عطاء بن السائب عن سعيد بن جبير عن ابن عباس قال إنه لم تكن قبيلة من الجن إلا ولهم مقاعد للسمع فاذا نزل الوحي سمعت الملائكة صوتا كصوت الحديدة القيتها على الصفا قال فاذا سمعت الملائكة خروا سجدا فلم يرفعوا رؤسهم