أنك الذي بشر بك ابن مريم وإنك على مثل ناموس موسى وانك نبي مرسل وانك ستؤمر بالجهاد بعد يومك هذا ولئن ادركني ذلك لأجاهدن معك فلما توفي قال رسول الله A لقد رأيت القس في الجنة عليه ثياب الحرير لأنه آمن بي وصدقني يعني ورقة هذا لفظ البيهقي وهو مرسل وفيه غرابة وهو كون الفاتحة أول ما نزل وقد قدمنا من شعره ما يدل على اضماره الايمان وعقده عليه وتأكده عنده وذلك حين أخبرته خديجة ما كان من أمره مع غلامها ميسرة وكيف كانت الغمامة تظلله في هجير القيظ فقال ورقة في ذلك أشعارا قدمناها قبل هذا منها قوله ... لججت وكنت في الذكرى لجوجا ... لأمر طالما بعث النشيجا ... ووصف من خديجة بعد وصف ... فقد طال انتظاري يا خديجا ... ببطن المكتين على رجائي ... حديثك أن أرى منه خروجا ... بما أخبرتنا من قول قس ... من الرهبان أكره أن يعوجا ... بأن محمدا سيسود قوما ... ويخصم من يكون له حجيجا ... ويظهر في البلاد ضياء نور ... يقيم به البرية أن تعوجا ... فيلقي من يحاربه خسارا ... ويلقى من يسالمه فلوجا ... فياليتني إذا ما كان ذاكم ... شهدت وكنت أولهم ولوجا ... ولو كان الذي كرهت قريش ... ولو عجت بمكتها عجيجا ... أرتجي بالذي كرهوا جميعا ... إلى ذي العرش إذ سلفوا عروجا ... فإن يبقوا وأبق يكن أمورا ... يضج الكافرون لها ضجيجا ... .
وقال أيضا في قصيدته الأخرى .
... وأخبار صدق خبرت عن محمد ... يخبرها عنه إذا غاب ناصح ... بأن ابن عبد الله أحمد مرسل ... إلى كل من ضمت عليه الأباطح ... وظني به أن سوف يبعث صادقا ... كما أرسل العبدان هود وصالح ... وموسى وإبراهيم حتى يرى له ... بهاء ومنشور من الحق واضح ... ويتبعه حيا لؤي بن غالب ... شبابهم والأشيبون الجحاجح ... فإن ابق حتى يدرك الناس دهره ... فإني به مستبشر الود فارح ... وإلا فإني يا خديجة فاعلمي ... عن أرضك في الأرض العريضة سائح