ابن أدد بن زند بن اليرى بن اعراق الثرى قالت أم سلمة فزند هو الهميسع واليرى هو نابت وأعراق الثرى هو اسماعيل لأنه ابن ابراهيم وابراهيم لم تأكله النار كما أن النار لا تأكل الثرى قال الدارقطني لا نعرف زندا إلا في هذا الحديث وزند بن الجون وهو أبو دلامة الشاعر .
قال الحافظ أبو القاسم السهيلي وغيره من الأئمة مدة ما بين عدنان إلى زمن اسماعيل أكثر من أن يكون بينهما أربعة أباء أو عشرة أو عشرون وذلك أن معد بن عدنان كان عمره زمن بخت نصر ثنتي عشرة سنة وقد ذكر أبو جعفر الطبري وغيره أن الله تعالى أوحى في ذلك الزمان إلى أرمياء بن حلقيا أن اذهب إلى بخت نصر فأعلمه أني قد سلطته على العرب وأمر الله أرميا أن يحمل معه معد بن عدنان على البراق كي لا تصيبه النقمة فيهم فإني مستخرج من صلبه نبيا كريما أختم به الرسل ففعل أرميا ذلك واحتمل معدا على البراق إلى أرض الشام فنشأ مع بني اسرائيل ممن بقي منهم بعد خراب بيت المقدس وتزوج هناك امرأة اسمها معانة بنت جوشن من بني دب بن جرهم قبل أن يرجع إلى بلاده ثم عاد بعد أن هدأت الفتن وتمحضت جزيرة العرب وكان رخيا كاتب أرمياء قد كتب نسبه في كتاب عنده ليكون في خزانة أرمياء فيحفظ نسب معد كذلك والله أعلم ولهذا كره مالك C رفع النسب إلى ما بعد عدنان .
قال السهيلي وإنما تكلمنا في رفع هذه الأنساب على مذهب من يرى ذلك ولم يكرهه كابن اسحاق والبخاري والزبير بن بكار والطبري وغيرهم من العلماء وأما مالك C فقد سئل عن الرجل يرفع نسبه إلى آدم فكره ذلك وقال له من اين له علم ذلك فقيل له فإلى اسماعيل فأنكر ذلك أيضا وقال ومن يخبره به وكره أيضا أن يرفع في نسب الأنبياء مثل أن يقال ابراهيم بن فلان بن فلان هكذا ذكره المعيطي في كتابه .
قال وقول مالك هذا نحو مما روى عن عروة بن الزبير أنه قال ما وجدنا أحدا يعرف ما بين عدنان واسماعيل وعن ابن عباس أنه قال بين عدنان واسماعيل ثلاثون أبا لا يعرفون وروى عن ابن عباس أيضا أنه كان إذا بلغ عدنان يقول كذب النسابون مرتين أو ثلاثا والأصح عن ابن مسعود مثله وقال عمر بن الخطاب إنما تنسب إلى عدنان وقال أبو عمر بن عبدالبر في كتابه الانباه في معرفة قبائل الرواه روى ابن لهيعة عن أبي الأسود أنه سمع عروة بن الزبير يقول ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء عدنان ولا ما وراء قحطان الا تخرصا وقال أبو الأسود سمعت أبا بكر بن سليمان بن أبي خيثمة وكان من أعلم قريش بأشعارهم وأنسابهم يقول ما وجدنا أحدا يعرف ما وراء معد بن عدنان في شعر شاعر ولا علم عالم .
قال أبو عمر وكان قوم من السلف منهم عبدالله بن مسعود وعمرو بن ميمون الأزدي ومحمد بن كعب القرظي إذا تلوا والذين من بعدهم لا يعلمهم إلا الله قالوا كذب النسابون