وخرج المحمل الشامي والحجيج يوم الخميس ثاني عشرة وأمرهم الأمير علاء الدين علي بن علم الدين الهلالي أحد أمراء الطبلخانات .
وتوفي الشيخ عبد الله الملطي يوم السبت رابع عشرة وكان مشهورا بالمجاورة بالكلاسة في الجامع الاموي له اشياء كثيرة من الطراريح والالات الفقرية ويلبس على طريقة الحريرية وشكله مزعج ومن الناس من كان يعتقد فيه الصلاح وكنت ممن يكرهه طبعا وشرعا أيضا .
وفي يوم الخميس الخامس والعشرين من ذي القعدة قدم البريد من ناحية المشرق ومعهم قماقم ماء من عين هناك من خاصيته انه يتبعه طير يسمى السمرمر أصفر الريش قريب من شكل الخطاف من شأنه إذا قدم الجراد إلى البلد الذي هو فيه أنه يفنيه ويأكله أكلا سريعا فلا يلبث الجراد إلا قليلا حتى يرحل أو يؤكل على ما ذكر ولم أشاهد ذلك .
وفي المنتصف من ذي الحجة كمل بناء القيسارية التي كانت معملا بالقرب من دار الحجارة قبلي سوق الدهشة الذي للرجال وفتحت وأكريت دهشة لقماش النساء وذلك كله بمرسوم ملك الأمراء ناظر الجامع المعمور C وأخبرني الصدر عز الدين الصيرفي المشارف بالجامع أنه غرم عليها من مال الجامع قريب ثلاثين ألف درهم انتهى .
طرح مكس القطن المغزول البلدي والمجلوب .
وفي أواخر هذا الشهر جاء المرسوم الشريف بطرح مكس القطن المغزول البلدي والجلب أيضا ونودي بذلك في البلد فكثرت الدعوات لمن أمر بذلك وفرح المسلمون بذلك فرحا شديدا ولله الحمد والمنة .
ثم دخلت سنة سبع وستين وسبعمائة .
استهلت وسلطان البلاد المصرية والشامية والحرمين الشريفين وما يتبع ذلك من الاقاليم الملك الأشرف بن الحسين بن الملك الناصر محمد بن قلاوون وعمره عشر سنين فما فوقها وأتابك العساكر ومدبر ممالكه الامير سيف الدين يلبغا الخاصكي وقاضي قضاة الشافعية بمصر بهاء الدين أبو البقاء السبكي وبقية القضاة هم المذكورون في السنة الماضية ونائب دمشق الامير سيف الدين منكلي بغا وقضاة دمشق هم المذكورون في التي قبلها سوى الحنفي فإنه الشيخ جمال الدين بن السراج شيخ الحنفية والخطابة بيد قاضي القضاة تاج الدين الشافعي وكاتب السر وشيخ الشيوخ القاضي فتح الدين بن الشهيد ووكيل بيت المال الشيخ جمال الدين بن الرهاوي ودخل المحمل السلطاني يوم الجمعة بعد العصر قريب الغروب ولم يشعر بذل أكثر أهل البلد وذلك لغيبة النائب في السرحة مما يلي ناحية الفرات ليكون كالرد للتجريدة التي تعينت لتخريب الكبيسات اليت هي إقطاع خيار بن مهنا من زمن السلطان اويس ملك العراق انتهى