القضاة شرف الدين احمد بن اقضى القضاة بن الحسين المزي الحنفي وكانت وفاته ليلة الجمعة المذكورة بعد مرض قريب من شهر وقد جاوز الاربعين بثلاث من السنين ولي قضاء قضاة الحنفية وخطب بجامع يلبغا وأحضر مشيخة النفيسية ودرس بأماكن من مدارس الحنفية وهو أول من خطب بالجامع المستجد داخل باب كيسان بحضرة نائب السلطنة .
وفي صفر كانت وفاة الشيخ جمال الدين عمر بن القضاي عبدا لحي بن إدريس الحنبلي محتسب بغداد وقاضي الحنابلة بها فتعصبت عليه الروافض حتى ضرب بين يدي الوزارة ضربا مبرحا كانت سبب موته سريعا C وكان من القائمين بالحق الآمرين بالمعروف والناهين عن المنكر من أكبر المنكرين على الروافض وغيرهم من أهل البدع C وبل بالرحمة ثراه .
وفي يوم الاربعاء تاسع صفر حضر مشيخة النفيسية الشيخ شمس الديب بن سند وحضر عنده قاضي القضاة تاج الدين وجماعة من الأعيان وأورد حديث عبادة بن الصامت لا صلاة لمن لم يقرأ بفاتحة الكتاب أسنده عن قاضي القضاة المشار إليه .
وجاء البريد من الديار المصرية بطلب قاضي القضاة تاج الدين إلى هناك فسير أهله قبله على الجمال وخرجوا يوم الجمعة حادي عشر ربيع الاول جماعة من أهل بيتهم لزيارة أهاليهم هناك فاقام هو بعدهم إلى أن قدم نائب السلطنة من الرحبة وركب على البريد وفي يوم الاثنين خامس عشر جمادي الاخرة رجع قاضي القضاة تاج الدين السبكي من الديار المصرية على البريد وتلقاه الناس إلى أثناء الطريق واحتفلوا للسلام عليه وتهنئته بالسلامة انتهى والله اعلم .
قتل الرافضي الخبيث .
وفي يوم الخميس سابع عشره أول النهار وجد رجل بالجامع الاموي اسمه محمود بن إبراهيم الشيرازي وهو يسب الشيخين ويصرح بلعنتهما فرفع إلى القاضي المالكي قاضي القضاة جمال الدين المسلاتي فاستتابه عن ذلك وأحضر الضراب فأول ضربة قال لا إله إلا الله على ولي الله ولما ضرب الثانية لعن أبا بكر وعمر فالتهمه العامة فأوسعوه ضربا مبرحا بحيث كاد يهلك فجعل القاضي يستكفهم عنه فلم يستطع ذلك فجعل الرافضي يسب ويعلن الصحابة وقال كانوا على الضلال فعند ذلك حمل إلى نائب السلطنة وشهد عليه قوله بأنهم كانوا على الضلالة فعند ذلك حكم عليه القاضي باراقاة دمه فأخذ إلى ظهر البلد فضربت عنقه وأحرقته العامة قبحه الله وكان ممن يقرأ بمدرسة أبي عمر ثم ظهر عليه الرفض فسجنه الحنبلي أربعين يوما فلم ينفع ذلك وما زال يصرح في كل موطن يأمر فيه بالسب حتى كان يومه هذا أظهر مذهبه في الجامع وكان سبب قتله قبحه الله كما قبح من كان قبله وقتل بقتله في سنة خمس وخسمين