من ستين سنة وقد كان أصابه في نوبة أرغون شاه وقضيته ضربة أصابت يده اليمنى واستمر مع ذلك على إمرته وتقدمته محترما معظما إلى ان توفي C تعالى عليه .
ذكر أمر غريب جدا .
لما ذهبت لتهنئة الامير ناصر الدين ابن الاقوس بنيابة بعلبك وجدت هنالك شابا فذكر لي من حضر أن هذا هو الذي كان أنثى ثم ظهر له ذكر وقد كان أمره اشتهر ببلاد طرابلس وشاع بين الناس بدمشق وغير ذلك وتحدث الناس به فلما رأيته وعليه قبعة تركية استدعيته إلى وسالته بحضرة من حضر فقلت له كيف كان أمرك فاستحيي وعلاه خجل يشبه النساء فقال كنت امرأة مدة خمس عشرة سنة وزوجوني بثلاثة أزواج لا يقدرون على وكلهم يطلق ثم اعترضني حال غريب فغارت ثدياي وصغرت وجعل النوم يعتريني ليلا ونهارا ثم جعل يخرج من محل الفرج شيء قليل قليلا ويتزايد حتى برز شبه ذكر وأنثيان فسألته أهو كبير أم صغير فاستحيي ثم ذكر أنه صغير بقدر الأصبغ فسألته هل احتلم فقال احتلم مرتين منذ حصل له ذلك وكان له قريبا من ستة أشهر إلى حين أخبرني وذكر أنه يحسن صنعة النساء كلها من الغزل والتطريز والزركاش وغير ذلك فقلت له ما كان اسمك وانت على صفة النساء فقال نفيسة فقلت واليوم فقال عبد الله وذكر انه لما حصل له هذا الحال كتمه عن أهله حتى عن أبيه ثم عزموا على تزويجه على رابع فقال لأمه إن الامر ما صفته كيت وكيت فلما اطلع أهله على ذلك أعلموا به نائب السلطنة هناك وكتب بذلك محضرا واشتهر أمره فقدم ددمشق ووقف بين يدي نائب السلطنة بدمشق فسأله فأخبره كما أخبرني فأخذه الحاجب سيف الدين كحلن ابن الاقوس عنده والبسه ثياب الاجناد وهو شاب حسن على وجهه وسمته ومشيته وحديثه أنوثة النساء فسبحان الفعال لما يشاء فهذا أمر لم يقع مثله في العالم إلا قليلا جدا وعندي أن ذكره كان غائرا في جوزة طير فافرخا ثم لما بلغ ظهر قليلا قليلا حتى تكامل ظهروه فتبينوا أنه كان ذكرا وذكر لي أن ذكره برز مختونا فسمى ختان القمر فهذا يوجد كثيرا والله أعلم .
وفي يوم الثلاثاء خامس شهر رجب قدم الأمير عز الدين بقطية الدويدار من الديار الحلبية وخبرعما اتفق عليه العساكر الحلبية من ذهابهم مع نائبهم ونواب تلك الحصون وعساكر خلف بن زلغادر التركماني الذي كان اعان يلبغا وذويه على خروجه على السلطان وقدم معه إلى دمشق وكان من أمره ما تقدم بسطه في السنة الماضية وأنهم نهبوا أمواله وحواصله وأسروا خلقا من بنيه وذويه وحريمه وأن الجيش أخذ شيئا كثيرا من الاغنام والابقار والرقيق والدواب والامتعة وغير ذلك وأنه لجأ إلى ابن أرطنا فاحتاط عليه واعتقله عنده وراسل السلطان بامره ففرح الناس