التي للحنابلة بالصالحية والنصف الاخر للشيخ شرف الدين ابن القاضي شرف الدين الحنبلي شيخ الحنابلة بدمشق فاستنجز مرسوما بالنصف الاخر وكانت بيده ولاية متقدمة من القاضي علاء الدين ابن المنجا الحنبلي فعارضه في ذلك قاضي القضاة جمال الدين المرداوي الحنبلي ولى فيها نائبه شمس الدين بن مفلح ودرس بها قاضي القضاة في صدر هذا اليوم فدخل القضاة الثلاثة الباقون ومعهم الشيخ شرف الدين المذكور إلى نائب السلطنة وأنهوا إليه صورة الحال فرسم له بالتدريس فركب القضاة المذكورون وبعض الحجاب في خدمته إلى المدرسة المذكورة واجتمع الفضلاء والأعيان ودرس الشيخ شرف الدين المذكور وبث فضائل كثيرة وفرح الناس .
وفي شوال كان في جملة من توجه إلى الحج في هذا العام نائب الديار المصرية ومدبر ممالكها الامير سيف الدين يلبغا الناصري ومعه جماعة من الامراء فلما استقل الناس ذاهبين نهض جماعة من الأمراء على أخيه الأمير سيف الدين منجك وهو وزير المملكة وأستاذ دار الاستادارية وهو باب الحوائج في دولتهم وغليه يرحل ذوو الحاجات بالذهب والهدايا فأمسكوه وجاءت البريدية إلى الشام في أواخر هذا الشهر بذلك وبعد أيام يسيرة وصل الأمير سيف الدين شيخون وهو من أكابر الدولة المصرية تحت الترسيم فأدخل إلى قلعة دمشق ثم أخذ منها بعد ليلة فذهب به إلى الاسكندرية فالله أعلم وجاء البريد بالاحتياط على ديوانه وديوان منجك بالشام وأيس من سلامتهما وكذلك وردت الأخبار بمسك يلبغا في أثناء الطريق وأرسل سيفه إلي السلطان وقدم أمير من الديار المصرية فحلف الأمراء بالطاعة إلى السلطان وكذلك سار إلى حلب فحلف من بها من الأمراء ثم عاد راجعا إلى الديار المصرية وحصل له من الأموال شيء كثير من النواب والأمراء .
وفي يوم الخميس العشرين من ذي القعدة مسك الأميران الكبيران الشاميان المقدمان شهاب الدين أحمد بن صبح وملك آص من دار السعادة بحضرة نائب السلطنة والأمراء ورفعا إلى القلعة المنصورة سير بهما ماشيين من دار السعادة إلى باب القلعة من ناحية دار الحديث وقيدا وسجنا بها وجاء الخبر بأن السلطان استوزر بالديار المصرية القاضي علم الدين زينور وخلع عليه خلعة سنية لم يسمع بمثلها من أعصار متقادمة وباشر وخلع على الأمراء والمقدمين وكذلك خلع على الأمير سيف الدين طسبغا وأعيد إلى مباشرة الدويدارية بالديار المصرية وجعل مقدما وفي أوائل شهر ذي الحجة اشتهر أن نائب صغد شهاب الدين أحمد بن مشد الشريخانات طلب إلى الديار المصرية فامتنع من إجابة الداعي ونقض العهد وحصن قلعتها وحصل فيها عددا ومددا وادخر أشياء كثيرة بسبب الاقامة بها والامتناع فيها فجاءت البريدية إلى نائب دمشق بأن يركب هو