موت الجمال وإلقاء الأحمال ومشى كثير من النساء والرجال فإنا لله وإنا إليه راجعون والحمد لله على كل حال .
وفي آخر المحرم قدم إلى دمشق القاضي حسام الدين حسن بن محمد الغوري قاضي بغداد وكان والوزير نجم الدين محمود بن علي بن شروان الكردي وشرف الدين عثمان بن حسن البلدي فأقاموا ثلاثة أيام ثم توجهوا إلى مصر فحصل لهم قبول تام من السلطان فاستقضى الاول على الحنفية كما سيأتي واستوزر الثاني وأمر الثالث وفي يوم عاشوراء احضر شمس الدين محمد بن الشيخ شهاب الدين بن اللبان الفقيه الشافعي إلى مجلس الحكم الجلالي وحضر معه شهاب الدين بن فضل الله مجد الدين الاقصرائي شيخ الشيوخ وشهاب الدين الأصبهاني فادعى عليه بأشياء منكرة من الحلول والاتحاد والغلو في القرمطة وغير ذلك فأقر ببعضها فحكم عليه بحقن دمه ثم توسط في أمره وأبقيت عليه جهاته ومنع من الكلام على الناس وقام في صفه جماعة من الأمراء والأعيان وفي صفر احترق بقصر حجاج حريق عظيم أتلف دورا ودكاكين عديدة وفي ربيع الاول ولد للسلطان ولد فدقت البشائر وزينت البلد أياما وفي منتصف ربيع الاخر أمر الامير صارم الدين إبراهيم الحاجب الساكن تجاه جامع كريم الدين طبلخاناه وهو من كبار أصحاب الشيخ تقي الدين C وله مقاصد حسنة صالحة وهو في نفسه رجل جيد وفيه أفرج عن الخليفة المستكفي وأطلق من البرج في حادي عشرين ربيع الاخر ولزم بيته وفي يوم الجمعة عشرين جمادي الاخرة اقيمت الجمعة في جامعين بمصر أحدهما أنشاه الأمير عز الدين أيدمر بن عبد الله الخطيري مات بعد ذلك باثني عشر يوما C والثاني أنشأته امرأة يقال لها الست حدق دادة السلطان الناصر عند قنطرة السباع وفي شعبان سافر القاضي شهاب الدين أحمد بن شرف بن منصور النائب في الحكم بدمشق إلى قضاء طرابلس وناب بعده الشيخ شهاب الدين أحمد بن النقيب البعلبكي وفيه خلع على عز الدين بن جماعة بوكالة بيت المال بمصر وعلى ضياء الدين ابن خطيب بيت الابار بالحسبة بالقاهرة مع ما بيده من نظر الاوقاف وغيره وفيه أمر الأمير ناظر القدس بطبلخاناه ثم عاد إلى القدس .
وفي عاشر رمضان قدمت من مصر مقدمتان ألفان إلى دمشق سائرة إلى بلاد سيس وفيهم علاء الدين فاجتمع به أهل العلم وهو من افاضل الحنفية وله مصنفات في الحديث وغيره .
وخرج الركب الشامي يوم الاثنين عاشر شوال وأميره بهادر قبجق وقاضية محيي الدين الطرابلسي مدرس الحمصية وفي الركب تقي الدين شيخ الشيوخ وعماد الدين ابن الشيرازي ونجم الدين الطرسوسي وجمال الدين المرداوي وصاحبه شمس الدين ابن مفلح والصدر المالكي