أمر نائب السلطنة بتبييض البيوت من سوق الخيل إلى ميدان الحصا ففعل ذلك وفيه زادت الفرات زيادة عظيمة لم يسمع بمثلها واستمرت نحوا من اثني عشر يوما فأتلفت بالرحبة أموالا كثيرة وكسرت الجسر الذي عند دير بسر وغلت الاسعار هناك فشرعوا في إصلاح الجسر ثم انكسر مرة ثانية .
وفي يوم السبت تاسع شوال خرج الركب الشامي وأميره سيف الدين أوزان وقاضيه جمال الدين ابن الشريشي وهو قاضي حمص الان وحج السلطان في هذه السنة وصحبته قاضي القضاة القزويني وعز الدين بن جماعة وموفق الدين الحنبلي وسبعون أميرا وفي ليلة الخميس حادي عشرين شوال رسم على الصاحب عز الدين غبريال بالمدرسة النجيبية الجوانية وصودر وأخذت منه أموال كثيرة وأفرج عنه في المحرم من السنة الآتية وممن توفي فيها من الاعيان 4 الشيخ عبدالرحمن بن أبي محمد بن محمد .
ابن سلطان القرامذي أحد المشاهير بالعبادة والزهادة وملازمة الجامع الاموي وكثرة التلاوة والذكر وله أصحاب يجلسون اليه وله مع هذا ثروة وأملاك توفي في مستهل المحرم عن خمس اوست وثمانين سنة ودفن بباب الصغير وكان قد سمع الحديث واشتغل بالعلم ثم ترك ذلك واشتغل بالعبادة إلى أن مات .
الملك المؤيد صاحب حماة .
عماد الدين إسماعيل بن الملك الافضل نور الدين علي بن الملك المظفر تقي الدين محمود بن الملك المنصور ناصر الدين محمد بن الملك المظفر تقي الدين عمر بن شاهنشاه بن أيوب كانت له فضائل كثيرة في علوم متعددة من الفقه والهيئة والطب وغير ذلك وله مصنفات عديدة منها تاريخ حافل في مجلدين كبيرين وله نظم الحاوي وغير ذلك وكان يجب العلماء ويشاركهم في فنون كثيرة وكان من فضلاء بني أيوب ولي ملك حماة من سنة إحدى وعشرين إلى هذا الحين وكان الملك الناصر يكرمه ويعظمه وولي بعده ولده الافضل على توفي في سحر يوم الخميس ثامن عشرين المحرم ودفن ضحوة عند والديه بظاهر حماة .
القاضي الامام تاج الدين السعدي .
تاج الدين أبو القاسم عبد الغفار بن محمد بن عبد الكافي بن عوض بن سنان بن عبد الله السعدي الفقيه الشافعي سمع الكثير وخرج لنفسه معجما في ثلاث مجلدات وقرأ بنفسه الكثير وكتب الخط الجيد وكان متقنا عارفا بهذا الفن يقال إنه كتب بخطه نحوا من خمسمائة مجلدا وقد كان شافعيا مفتيا ومع هذا ناب في وقت عن القاضي الحنبلي وولى مشيخة الحديث بالمدرسة الصاحبية وتوفي