ابن عساكر والشيخ جمال الدين البغدادي والنجيب بن المقداد وابن ابي الخير وابن علان وابن ابي بكر اليهودي والكمال عبدالرحيم والفخر علي وابن شيبان والشرف بن القواس وزينب بنت مكي وخلق كثير سمع منهم الحديث وقرأ بنفسه الكثير وطلب الحديث وكتب الطباق والاثبات ولازم السماع بنفسه مدة سنين وقل أن سمع شيئا إلا حفظه ثم اشتغل بالعلوم وكان ذكيا كثير المحفوظ فصار إماما في التفسير وما يتعلق به عارفا بالفقه فيقال إنه كان أعرف بفقه المذاهب من أهلها الذين كانوا في زمانه وغيره وكان عالما باختلاف العلماء عالما في الاصول والفروع والنحو واللغة وغير ذلك من العلوم النقلية والعقلية وما قطع في مجلس ولا تكلم معه فاضل في فن من الفنون إلا ظن أن ذلك الفن فنه ورآه عارفا به متقنا له وأما الحديث فكان جامل رايته حافظا له مميزا بين صحيحه وسقيه عارفا برجاله متضلعا من ذلك وله تصانيف كثيرة وتعاليق مفيدة في الاصول والفروع كمل منها جملة وبيضت وكتبت عنه وقرئت عليه أو بعضها وجملة كبيرة لم يكلمها وجملة كملها ولم تبيض إلى الان وأثنى عليه وعلى علومه وفضائله جماعة من علماء عصره مثل القاضي الخوبي وابن دقيق العيد وابن النحاس والقاضي الحنفي قاضي قضاة مصر ابن الحريري وابن الزملكاني وغيرهم ووجدت بخط ابن الزملكاني انه قال اجتمعت فيه شروط الاجتهاد على وجهها وان له اليد الطولي في حسن التصنيف وجودة العبارة والترتيب والتقسيم والتدين وكتب على تصنيف له هذه الابيات ... ماذا يقول الواصفون له ... وصفاته جلت عن الحصر ... هو حجة لله قاهرة ... هو بيننا أعجوبة الدهر ... هو آية في الخلق ظاهرة ... أنوارها اربت على الفجر ... .
وهذا الثناء عليه وكان عمره يومئذ نحو الثلاثين سنة وكان بيني وبينه مودة وصحبة من الصغر وسماع الحديث والطلب من نحو سنة وله فضائل كثيرة وأسماء مصنفاته وسيرته وما جرى بينه وبين الفقهاء والدولة وحبسه مرات وأحواله لا يحتمل ذكر جميعها هذا الموضع وهذا الكتاب .
ولما مات كنت غائبا عن دمشق بطريق الحجاز ثم بلغنا خبر موته بعد وفاته بأكثر من خمسين يوما لما وصلنا إلى تبوك وحصل التأسف لفقده C تعالى هذا لفظه في هذا الموضع من تاريخه .
ثم ذكر الشيخ علم الدين بعد إيراد هذه الترجمة جنازة ابي بكر بن أبي داود وعظمها وجنازة الامام احمد ببغداد وشهرتها وقال الامام ابو عثمان الصابوني سمعت ابا عبدالرحمن السيوفي يقول حضرت جنازة أبي الفتح القواس الزاهد مع الشيخ ابي الحسن الدارقطني فلما بلغ إلى ذلك الجمع العظيم أقبل علينا وقال سمعت أبا سهل بن زياد القطان يقول سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل يقول سمعت ابي يقولي قولوا لأهل البدع بيننا وبينكم الجنائز قال ولا شك ان جنازة احمد بن