حتى القضاة والأعيان وكان وقتا عجيبا ثم لطف الله بهم فغيض الماء وتناقص وتراجع الناس إلى ما كانوا عليه من أمورهم الجائرة وغير الجائرة وذكر بعضهم انه غرق بالجانب الغربي نحو من ستة آلاف وستمائة بيت وإلي عشرة سنين لا يرجع ما غرق .
وفي أوائل جمادي الأخرة فتح السلطان خانقاه سريافوس التي أنشأها وساق إليها خليجا وبنى عندها محلة وحضر السلطان بها ومعه القضاة والأعيان والأمراء وغيرهم ووليها مجد الدين الأقصرائي وعمل السلطان بها وليمة كبيرة وسمع على قاضي القضاة ابن جماعة عشرين حديثا بقراءة ولده عز الدين بحضرة الدولة منهم أرغون النائب وشيخ الشيوخ القونري وغيرهم وخلع على القارئ عز الدين واثنوا عليه ثناء زائدا وأجلس مكرما وخلع ايضا على والده ابن جماعة وعلى المالكي وشيخ الشيوخ وعلى مجد الدين الاقصرائي شيخ الخانقاه المذكورة وغيرهم وفي يوم الأربعاء رابع عشر رجب درس بقبة المنصورية في الحديث الشيخ زين الدين بن الكتاني الدمشقي بإشارة نائب الكرك وأرغون وحضر عنده الناس وكان فقيها جيدا وأما الحديث فليس من فنه ولا من شغله .
وفي أواخر رجب قدم الشيخ زين الدين بن عبد الله بن المرحل من مصر على تدريس الشامية البرانية وكانت بيد ابن الزملكاني فانتقل إلى قضاء حلب فدرس بها في خامس شعبان وحضر القاضي الشافعي وجماعة وفي سلخ رجب قدم القاضي عز الدين بن بدر الدين بن جماعة من مصر ومعه ولده وفي صحبته الشيخ جمال الدين الدمياطي وجماعة من الطلبة بسبب سماع الحديث فقرأ بنفسه وقرأ الناس له واعتنوا بأمره وسمعنا معهم وبقراءته شيئا كثيرا نفعهم الله بما قرؤوا وبما سمعوا ونفع بهم وفي يوم الاربعاء ثاني عشر شوال درس الشيخ شمس الدين بن الأصبهاني بالرواحية بعد ذهاب ابن الزملكاني إلى حلب وحضر عنده القضاة والأعيان وكان فيهم شيخ الاسلام ابن تيمية وجرى يومئذ بحث في العام إذا خص وفي الاستثناء بعد النفي ووقع إنتشار وطال الكلام في ذلك المجلس وتكلم الشيخ تقي الدين كلاما أبهت الحاضرين وتأخر ثبوت عيد الفطر إلى قريب الظهر يوم العيد فلما ثبت دقت البشائر وصلى الخطيب العيد من الغد بالجامع ولم يخرج الناس إلى المصلي وتغضب الناس على المؤذنين وسجن بعضهم وخرج الركب في عاشره وأميره صلاح الدين ابن ايبك الطويل وفي الركب صلاح الدين بن أوحد والمنكورسي وقاضية شهاب الدين الظاهر وفي سابع عشره درس بالرباط الناصري بقاسيون حسام الدين القزويني الذي كان قاضي طرابلس قايضه بها جمال الدين بن الشريشني إلى تدريس المسرورية وكان قد جاء توقيعه بالعذراوية والظاهرية فوقف في طريقه قاضي القضاة جمال الدين ونائباه ابن جملة