شهورا وفيها كان غلاء مفرط بدمشق بلغت الغرارة مائتين وعشرين وقلت الاقوات ولولا ان الله اقام للناس من يحمل لهم الغلة من مصر لاشتد الغلاء وزاد أضعاف ذلك فكان مات أكثر الناس واستمر ذلك مدة شهور من هذه السنة وإلى أثناء سنة خمس وعشرين حتى قدمت الغلات ورخصت الاسعار ولله الحمد والمنة وممن توفي فيها من الاعيان توفي في مستهل المحرم .
بدر الدين بن ممدوح بن أحمد الحنفي .
قاضي قلعة الروم بالحجاز الشريف وقد كان عبدا صالحا حج مرات عديدة وربما أحرم من قلعة الروم أو حرم بيت المقدس وصلى عليه بدمشق صلاة الغائب وعلى شرف الدين بن العز وعلى شرف الدين بن نجيح توفوا في أقل من نصف شهر كلهم بطريق الحجاز بعد فراغهم من الحج وذلك أنهم غبطوا ابن نجيح صاحب الشيخ تقي الدين ابن تيمية بتلك الموتة كما تقدم فرزقوها فماتوا عقيب عملهم الصالح بعد الحج .
الحجة الكبيرة خوندا بنت مكية .
زوجة الملك الناصر وقد كانت زوجة أخيه الملك الاشرف ثم هجرها الناصر وأخرجها من القلعة وكانت جنازتها حافلة ودفنت بتربتها التي أنشأتها .
الشيخ محمد بن جعفر بن فرعوش .
ويقال له اللباد ويعرف بالمؤله كان يقرئ الناس بالجامع نحوا من اربعين سنة وقد قرأت عليه شيئا من القراءات وكان يعلم الصغار عقد الراء والحروف والمتفنة كالراء ونحوها وكان متقللا من الدنيا لا يقتني شيئا وليس له بيت ولا خزانة إما كان يأكل في السوق وينام في الجامع توفي في مستهل صفر وقد جاوز السبعين ودفن في باب الفراديس C وفي هذا اليوم توفي بمصر .
الشيخ أيوب السعودي .
وقد قارب المائة أدرك الشيخ أبا السعود وكانت جنازته مشهودة ودفن بتربة شيخه بالقرافة وكتب عنه قاضي القضاة تقي الدين السبكي في حياته وذكر الشيخ أبو بكر الرحبي انه لم ير مثل جنازته بالقاهرة منذ سكنها C .
الشيخ الامام الزاهد نور الدين ابو الحسن علي بن يعقوب بن جبريل البكري المصري الشافعي له تصانيف وقرأ مسند الشافعي علي وزيرة بنت المنجا ثم إنه أقام بمصر وقد كان في جملة من ينكر على شيخ الاسلام ابن تيمية أراد بعض الدولة قتله فهرب واختفى عنده كما تقدم لما كان ابن تيمية مقيما بمصر وما مثاله غلا مثال ساقية