ذكر سلطنة الملك المظفر ركن الدين بيبرس الجاشنكير بشيخ المنبجي عدو ابن تيمية لما استقر الملك النصار بالكرك وعزم على الاقامة بها كتب كتابا إلى الديار المصرية يتضمن عزل نفسه عن المملكة فأثبت ذلك على القضاة بمصر ثم نفذ على قضاة الشام وبويع الامير ركن الدين بيبرس الجاشنكير في السلطنة في الثالث والعشرين من شوال يوم السبت بعد العصر بدار الامير سيف الدين سلار اجتمع بها اعيان الدولة من الامراء وغيرهم وبايعوه وخاطبوه بالملك المظفر وركب إلى القلعة ومشوا بين يديه وجلس على سرير الملكة بالقلعة ودقت البشائر وسارت البريدية بذلك إلى سائر البلدان وفي مستهل ذي القعدة وصل الامير عز الدين البغدادي الى دمشق فاجتمع بنائب السلطنة والقضاة والأمراء والاعيان بالقصر الابلق فقرأ عليهم كتاب الناصر إلى أهل مصر وأنه قد نزل عن الملك وأعرض عنه فأثبته القضاة وامتنع الحنبلي من إثباته وقال ليس أحد يترك الملك مختارا ولولا أنه مضطهد ما تركه فعزل وأقيم غيره واستحلفهم للسلطان الملك المظفر وكتبت العلامة على القلعة وألقابه على محال المملكة ودقت البشائر وزينت البلد ولما قرئ كتاب الملك الناصر على الامراء بالقصر وفيه إني قد صحبت الناس عشر سنين ثم اخترت المقام بالكرك تباكى جماعة من الامراء وبايعوا كالمكرهين وتولى مكان الامير ركن الدين بيبرس الجاشنكير الامير سيف الدين بن علي ومكان ترعكي سيف الدين بنخاص ومكان بنخاص الامير جمال الدين آقوش الذي كان نائب الكرك وخطب للمظفر يوم الجمعة على المنابر بدمشق وغيرها وحضر نائب السلطنة الافرم والقضاة وجاءت الخلع وتقليد نائب السلطنة في تاسع عشر ذي القعدة وقرأ تقليد النائب كاتب السر القاضي محيي الدين بن فضل الله بالقصر بحضرة الأمراء وعليهم الخلع كلهم وركب المظفر بالخلعة السوداء الخليفية والعمامة المدورة والدولة بين يديه عليهم الخلع يوم السبت سابع ذي القعدة والصاحب ضياء الدين ! النسائي حامل تقليد السلطان من جهة الخليفة في كيس أطلس أسود وأوله إنه من سليمان وإنه بسم الله الرحمن الرحيم ويقال إنه خلع في القاهرة قريب ألف خلعة ومائتي خلعة وكان يوما مشهودا وفرح بنفسه أياما يسيرة وكذا شيخه المنبجي ثم أزال الله عنهما نعمته سريعا .
وفيها خطب ابن جماعة بالقلعة وباشر الشيخ علاء الدين القونوي تدريس الشريفية وممن توفي فيها من الاعيان .
الشيخ الصالح عثمان الحلبوني .
اصله من صعيد مصر فاقام مدة بقرية حلبون وغيرها من تلك الناحية ومكث مدة لا يأكل الخبز واجتمع عليه جماعة من المريدين وتوفي بقرية برارة في أواخر المحرم ودفن بها وحضر جنازته نائب الشام والقضاة وجماعة من الاعيان