الهندي فأذن له في المباشرة يوم الجمعة سادس شوال عوضا عن ناصر الدين بن عبدالسلام ودخل السلطان القاهرة يوم الثلاثاء ثالث عشرين شوال وكان يوما مشهودا وزينت القاهرة وفيها جاءت زلزلة عظيمة يوم الخميس بكرة الثالث والعشرين من ذي الحجة من هذه السنة وكان جمهورها بالديار المصرية وتلاطمت بسببها البحار فكسرت المراكب وتهدمت الدور ومات خلق كثير لا يعلمهم إلا الله وشققت الحيطان ولم ير مثلها في هذه الأعصار وكان منها بالشام طائفة لكن كان ذلك أخف من سائر البلاد غيرها وفي ذي الحجة باشر الشيخ أبو الوليد بن الحاج الأشبيلي المالكي إمام محراب الملاكية بجامع دمشق بعد وفاة الشيخ شمس الدين محمد الصنهاجي وممن توفي فيها من الاعيان .
ابن دقيق العيد .
الشيخ الامام العالم العلامة الحافظ قاضي القضاة تقي الدين ابن دقيق العيد القشيري المصري ولد يوم السبت الخامس والعشرين من شعبان سنة خمس وعشرين وستمائة بساحل مدينة ينبع من أرض الحجاز سمع الكثير ورحل في طلب الحديث وخرج وصنف فيه إسنادا ومتنا مصنفات عديدة فريدة مفيدة وانتهت إليه رياسة العلم في زمانه وفاق أقرانه ورحل اليه الطلبة ودرس في أماكن كثيرة ثم ولي قضاء الديار المصرية في سنة خمس وتسعين وستمائة ومشيخة دار الحديث الكاملية وقد اجتمع به الشيخ تقي الدين بن تيمية فقال له تقي الدين بن دقيق العيد لما رأى تلك العلوم منه ما أظن بقي يخلق مثلك وكان وقورا قليل الكلام غزير الفوائد كثير العلوم في ديانة نزاهة وله شعر رائق توفي يوم الجمعة حادي عشر شهر صفر وصلى عليه يوم الجمعة المذكور بسوق الخيل وحضر جنازته نائب السلطنة والأمراء ودفن بالقرافة الصغرى C .
الشيخ برهان الدين الاسكندري .
إبراهيم بن فلاح بن محمد بن حاتم سمع الحديث وكان دينا فاضلا ولد سنة ست وثلاثين وستمائة وتوفي يوم الثلاثاء رابع وعشرين شوال عن خمس وستين سنة وبعد شهور بسواء كانت وفاة الصدر جمال الدين بن العطار كاتب الدرج منذ أربعين سنة أبو العباس أحمد بن أبي الفتح محمود بن أبي الوحش أسد بن سلامة بن فتيان الشيباني كان من خيار الناس وأحسنهم تقية ودفن بتربة لهم تحت الكهف بسفح قاسيون وتأسف الناس عليه لاحسانه إليهم C .
الملك العالد زين الدين كتبغا .
توفي بجماة نائبا عليها بعد صرخد يوم الجمعة يوم عيد الاضحى ونقل إلى تربته بسفح قاسيون