ومن أمراء الروم وهرب الرواناه فنجا بنفسه ودخل قيسارية في بكرة الأحد ثاني عشرة ذي القعدة وأعلم أمراء الروم ملكهم بكسرة التتار على البلستين واشار عليهم بالهزيمة فأنهزموا منها وأخلوها فدخلها الملك الظاهر وصلى بها الجمعة سابع ذي القعدة وخطب له بها ثم كر راجعا مؤيدا منصورا وسارت البشائر إلى البلدان ففرح المؤمنون يومئذ بنصر الله ولما بلغ خبر هذه الوقعة أبغا جاء حتى وقف بنفسه وجيشه وشاهد مكان المعركة ومن فيها من قتلى المغول فغاظه ذلك وأعظمه وحنق على الرواناه إذ لم يعلمه بجلية الحال وكان يظن أمر الملك الظاهر دون هذا كله واشتد غضبه على أهله قيسارية وأهل تلك الناحية فقتل منهم قريبا من مائتي ألف وقيل قتل منهم خمسمائة ألف من قيسارية وأرزن الروم وكان في جملة من قتل القاضي جلال الدين حبيب فإنا لله وإنا إليه راجعون .
وممن توفي فيها من الاعيان .
الشيخ أبو الفضل ابن الشيخ عبيد بن عبد الخالق الدمشقي .
ودفن بالقرب من الشيخ أرسلان قال الشيخ علم الدين وكان يذكر أن مولده كان سنة أربع وستين وخمسمائة .
الطواشي يمن الحبشي .
شيخ الخدم بالحرم الشريف كان دينا عاقلا عدلا صادق اللهجة مات في عشر السبعين C 4 الشيخ المحدث شمس الدين أبو العباس .
أحمد بن محمد بن عبد الله بن أبي بكر الموصلي ثم الدمشقي الصوفي سمع الكثير وكتب الكتب الكبار بخط رفيع جيد واضح جاوز السبعين ( 1 ) ودفن بباب الفراديس .
الشاعر شهاب الدين أبو المكارم .
محمد بن يوسف بن مسعود بن بركة بن سالم بن عبد الله الشيباني التلعفري صاحب ديوان الشعر جاوز الثمانين مات بحماة وكان الشعراء مقرين له معترفين بفضله وتقدمه في هذا الفن ومن شعره قوله ... لساني طري نمك يا غاية المنى ... ومن ولهي أني خطيب وشاعر ... فهذا لمعنى حسن وجهك ناظم ... وهذا لدمعي في تجنيك ناشر ... القاضي شمس الدين .
علي بن محمود بن علي بن عاصم الشهزوري الدمشقي مدرس القيمرية بشرط واقفها له ولذريته من بعده التدريس من تأهل منهم فدرس بها إلى أن توفي في هذه السنة ودرس بعده ولده