وذلك بتيسير الله وعونه وعنايته العظيمة وفيها توفي من الاعيان .
ايد عدي بن عبد الله .
الامير جمال الدين العزيزي كان من أكابر الامراء واحظاهم عند الملك الظاهر لا يكاد الظاهر يخرج عن رايه وهو الذي أشار عليه بولاية القضاة من كل مذهب قاضي على سبيل الاستقلال وكان متواضعا لا يلبس محرما كريما وقورا رئيسا معظما في الدولة اصابته جراحة في حصار صغد فلم يزل مريضا منها حتى مات ليلة عرفة ودفن بالرباط الناصري بسفح قاسيون من صلاحية دمشق C .
هولاكو خان بن تولي خان بن جنكيز خان .
ملك التتار بن ملك التتار وهو والد ملوكهم والعامة يقولون هولاوون مثل قلاوون وقد كان هولاكو ملكا جبارا فاجرا كفارا لعنه الله قتل من المسلمين شرقا وغربا مالا يعلم عددهم إلا الذي خلقهم وسيجازيه على ذلك شر الجزاء كان لا يتقيد بدين من الاديان وإنما كانت زوجته ظفر خاتون قد تنصرت وكانت تفضل النصارى على سائر الخلق وكان هو يترامى على محبة المعقولات ولا يتصور منها شيئا وكان أهلها من افراخ الفلاسفة لهم عنده وجاهة ومكانة وإنما كانت همته في تدبير مملكته وتملك البلاد شيئا فنشيئا حتى أباده الله في هذه السنة وقيل في سنة ثلاث وستين ودفن في مدينة تلا لا C وقام في الملك من بعده ولده أبغا خان وكان أبغا أحد إخوة عشرة ذكور والله سبحانه أعلم وهو حسبنا ونعم الوكيل .
ثم دخلت سنة خمس وستين وستمائة .
في يوم الاحد ثاني المحرم توجه الملك الظاهر 2 من دمشق إلى الديار المصرية وصحبته العساكر المنصورة وقد استولت الدولة الاسلامية على بلاد سيس بكمالها وعلى كثير من معاقل الفرنج في هذه السنة وقد أرسل العساكر بين يديه إلى غزة وعدل هو إلى ناحية الكرك لينظر في أحوالها فلما كان عند بركة زيزي تصيد هنالك فسقط عن فرسه فانكسرت فخذه فأقام هناك أياما يتداوى حتى أمكنه أن يركب في المحفة واسر إلى مصر فبرأت رجله في أثناء الطريق فأمكنه الركوب وحده على الفرس ودخل القاهرة في أبهة عظيمة وتجمل هائل وقد زينت البلد واحتفل الناس له احتفالا عيظما وفرحوا بقدومه وعافيته فرحا كثيرا ثم في رجب منها رجع من القاهرة إلى صغد وحفر خندقا حول قلعتها وعمل فيه بنفسه وأمرائه وجيشه وأغار على ناحية عكا فقتل وأسر وغنم وسلم وضرب لذلك البشائر بدمشق وفي ثاني عشر ربيع الاول صلى الظاهر بالجامع الازهر الجمعة ولم يكن تقام به الجمعة من زمن العبيديين إلى هذا الحين مع أنه أول مسجد بني بالقاهرة بناه جوهر القائد وأقام فيه الجمعة فلما بنى الحاكم جامعه حول الجمعة منه إليه وترك الازهر لا جمعة فيه